للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسر الْعِمَامَة عَن وَجهه فَإِذا هُوَ مُحَمَّد فاستعبرت واسترجعت فِي نَفسِي فَقَالَ لي من أَنْت قلت مَوْلَاك أَحْمد بن سَلام قَالَ أعرفك كنت تَأتِينِي بالرقة قلت نعم قَالَ كنت تَأتِينِي وتتلطفني كثيرَا لست مولَايَ بل أَنْت أخي ادن مني فَإِنِّي أجد وَحْشَة شَدِيدَة قَالَ أَحْمد فضممته إليَ ثمَّ قَالَ يَا أَحْمد مَا فعل أخي قلت حَيّ قَالَ قبح الله صَاحب الْبَرِيد مَا أكذبه كَانَ يَقُول لي قد مَاتَ قلت قبح الله وزراءك قَالَ لَا تقل فَمَا لَهُم ذَنْب وَلست أول من طلب أمرا فَلم يقدر عَلَيْهِ قَالَ أَترَاهُم يقتلونني أَو يفون لي بأمانهم قلت بل يفون لَك يَا سَيِّدي وَجعل يمسك الْخِرْقَة بعضديه فنزعت منْطقَة عَليّ وَقلت ألقها وَخذ هَذِه فَقَالَ وَيحك دَعْنِي فَهَذَا من الله لي فِي هَذَا الْموضع خير كثير فَلَمَّا انتصف اللَّيْل دخل الدَّار قوم من الْعَجم بِالسُّيُوفِ فَقَامَ وَقَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ذهبت وَالله نَفسِي فِي سَبِيل الله أما من حِيلَة أما من مغيث فأحجموا عَن التَّقَدُّم وَجعل بَعضهم يَقُول لبَعض تقدم فَقُمْت وصرت وَرَاء حصر ملففة وَأخذ مُحَمَّد بِيَدِهِ وسَادَة وَقَالَ وَيحكم أَنا ابْن عَم رَسُول الله

أَنا ابْن هَارُون أَنا أَخُو الْمَأْمُون الله الله فِي دمي فَوَثَبَ عَلَيْهِ خُمَاروَيه غُلَام لقريش الدنداني فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على مقدم رَأسه فَضَربهُ مُحَمَّد بالوسادة واتكأ عَلَيْهِ فَأخذ السَّيْف من يَده فصاح خمارويه قتلني قتلني فتكاثروا عَلَيْهِ فذبحوه من قَفاهُ وذهبوا بِرَأْسِهِ إِلَى طَاهِر فنصب رَأسه على حَائِط بُسْتَان وَأَقْبل طَاهِر يَقُول هَذَا رَأس المخلوع مُحَمَّد الْأمين ثمَّ بعث بِهِ مَعَ الْبردَة والقضيب والمصلى وَهُوَ من سعف مبطن مَعَ ابْن عَمه مُحَمَّد بن مُصعب إِلَى الْمَأْمُون فَلَمَّا وصل الرَّأْس إِلَيْهِ سجد شكرا لله تَعَالَى على الظفر وَأمر لمُحَمد ابْن مُصعب بِأَلف ألف دِرْهَم وَجَرت جثته بِحَبل وَلما بلغ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي عَم الْأمين مَا وَقع للأمين بَكَى طَويلا وَأنْشد من // (السَّرِيع) //

(عُوجَا لمعغنى طللٍ داثرِ ... بالخُلْد ذَات الصَّخْر والآجرِ)

(والمرمر الْمسنون يطلى بِهِ ... وَالْبَاب بَاب الذَّهَبِ الناضرِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>