للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأبلغَا عِّي مقَالا إِلَى الْمَوْلى ... عَن المأمورِ والآمِرِ)

(قولا لَهُ يَا ابْنَ وليِّ الهدَى ... طَهِّرْ بلادَ اللَّهِ منْ طاهِرِ)

(لم يكفِهِ أَن حَزَّ أَوْداجَهُ ... ذبح الضَّحَايا بِمُدَى الجازِرِ)

(حَنى أَتَى يَسْحَبُ أوصالَهُ ... فِي شَطنٍ يعنَى بِهِ السابشرِي)

(قد برد الموتُ على عيْنِهِ ... فطرفه منكسرُ المناظِرِ)

وَلما بلغ هَذَا الشّعْر الْمَأْمُون اشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِك وَنَدم وحزن وحوقل ولخزيمة بن الْحسن على لِسَان زبيدة قصيدة يَقُول فِيهَا من // (الطَّوِيل) //

(أتَى طاهرٌ لَا طَهَّرَ اللَّهُ طَاهِرا ... فَمَا طاهِرٌ فِيمَا أتَى بُمطَهَّرِ)

(فأخرجَنِي مكشوفَةَ الوَجْهِ حاسًرا ... فَأنْهبَ أَمْوَالِي واحْرقَ أَدْوُرِي)

(يَعزُّ عَلَى هاَرُونَ مَا قدْ لَقِيْتُهُ ... وَمَا مَرَّ بِي من ناقِصِ الخلقِ أعورِ)

(تذكَّرْ أميرَ المؤمنينَ قَرَابتِي ... فديتُكَ من ذِي حُرْمَةٍ مُتَذَكِّرِ)

وَكَانَ الْأمين من أحسن الشَّبَاب صُورَة أَبيض طَويلا جميلا ذَا قُوَّة مفرطة وبطش وشجاعة مَعْرُوفَة وفصاحة وأدب وَفضل وبلاغة لَكِن كَانَ سيء التَّدْبِير ضَعِيف الرَّأْي لَا يصلح للإمارة قَالَ ابْن جُبَير لما ملك مُحَمَّد الْأمين ابْتَاعَ الخصيان وغالى بهم وصيرهم لخلوته ورفض النِّسَاء والجواري وَوجه إِلَى الْبلدَانِ فِي طلب الملهين وأجرى لَهُم الأرزاق واقتنى الوحوش وَالسِّبَاع والطيور واحتجت عَن أهل بَيته وَعَن أمرائه واستخف بهم ومحق بيُوت الْأَمْوَال وضيع الْجَوَاهِر والنفائس وَبني عدَّة قُصُور فِي عدَّة أَمَاكِن وَعمل خمس حرَاقات على صفة أَسد وفيل وعقاب وحية وَفرس وَأنْفق فِي عَملهَا أَمْوَالًا فَقَالَ أَبُو نواس من // (الْخَفِيف) //

(سخَّرَ اللَّهُ للأمينِ مطايا ... لم تُسَخَّرْ لصاحبِ المحرابِ)

(فَإِذا مَا ركابُهُ سارَ برا ... سارَ فِي المَاء رَاكِبًا ليثَ غابِ)

(أسداً باسطاً ذرَاعْيهِ يَهْوي ... أهرت الشِّدْقِ كَالحَ الأنيابِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>