وَهَكَذَا حَتَّى وصفهَا جَمِيعًا وَمن شجاعته وَقُوَّة بطشه مَا نَقله المَسْعُودِيّ فَقَالَ حكى أَنه اصطبح يَوْمًا فَأتى بِسبع هائل على جمل فِي قفص فَوضع بِبَاب الْقصر فَقَالَ افتحوا القفص وخلوه فَقيل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه سبع هائل أسود كالثور كثير الشّعْر فَقَالَ خلوا عَنهُ فَفَعَلُوا فَخرج فزأر وَضرب بِذَنبِهِ الأَرْض فتهارب النَّاس وأغلقت الْأَبْوَاب وبقى الْأمين وَحده غير مكترث فَأَتَاهُ الْأسد وقصده فَرفع يَده فَجَذَبَهُ الْأمين وَقبض على ذَنبه وغمزه وهزه ورماه إِلَى خلف فَوَقع السَّبع على صَخْرَة فَخر مَيتا وَجلسَ الْأمين وَكَأَنَّهُ لم يعْمل شَيْئا وَإِذا أَصَابِعه قد تخلعت فشقوا بطن الْأسد فَإِذا مرارته قد انشقت على كبده قَالَ الذَّهَبِيّ كتب الْأمين إِلَى طَاهِر بن الْحُسَيْن رقْعَة فِيهَا يَا طَاهِر مَا قَامَ لنا مُنْذُ قمنا قَائِم بحقنا فَكَانَ جَزَاؤُهُ عندنَا إِلَّا السَّيْف فَانْظُر لنَفسك أَو دع قَالَ فَلم يزل طَاهِر يتَبَيَّن موقع الرقعة مِنْهُ قلت وَكَانَ طَاهِر قد انتدب لحربه من جِهَة أَخِيه الْمَأْمُون فَكتب لَهُ هَذِه الرقعة وَهِي غَايَة فِي التحذير وَلم يل الْخلَافَة هاشمي ابْن هاشمية إِلَّا عَليّ بن أبي طَالب وَمُحَمّد الْأمين هَذَا فَإِن أم الأول فَاطِمَة بنت أَسد هاشمية وَكَذَا أم الثَّانِي زبيدة بنت جَعْفَر بن الْمَنْصُور قَالَ الصولي حَدثنَا أَبُو العيناء عَن مُحَمَّد بن عَمْرو الرُّومِي قَالَ خرج كوثر خَادِم الْأمين ليرى الْحَرْب فأصابته رجمة فِي وَجهه فَجَلَسَ يبكي وَجعل الْأمين يمسح الدَّم عَن وَجهه ثمَّ قَالَ من // (مجزوء الرمل) //
(ضَرَبُوا قرَّةَ عَيْني ... ومِن اجْلِي ضَرَبُوهُ)
(أخَذَ اللَّهُ لقلبي ... مِنْ أناسٍ أحرقُوهُ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute