للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ ثمَّ أحضر عبد الله بن أَيُّوب التَّمِيمِي الشَّاعِر فَقَالَ لَهُ قل عَلَيْهِمَا فَقَالَ من // (مجزوء الرمل) //

(مَا لمَنْ أهَوى شبِيه ... فبِهِ الدُّنْيَا تَتِيهُ ...

(وَصْلُهُ حلوُ ولكنْ ... هجْرُهُ مُرٌّ كريهُ)

(مَنْ رأى الناسُ لَهُ فضلا ... عَلَيْهِم حَسَدُوهُ)

(مثل مَا قَدْ حَسَدَ ... القائمَ بالمُلْكِ أَخُوهُ)

فَقَالَ الْأمين وَالله بحياتي أَحْسَنت يَا عباسي أنظر فَإِن فَإِن جَاءَ على ظهر فأقروه لَهُ وَإِن جَاءَ فِي زورق فأوقره لَهُ فأوقر لَهُ ثَلَاثَة بغال دَرَاهِم هِيَ الَّتِي جَاءَ عَلَيْهَا وَمِمَّا قيل فِي هجو الْأمين أَقَامَهُ مقَام الرثاء فَقَالَ من // (الرمل) //

(لِمَ نبْكِيك لماذا للطَّرَبْ ... يَا أَبَا موسَى وتزويج اللّعبْ)

(ولتَرْكِ الخَمْسِ فِي أوقاتِهَا ... حرصاً منكَ على ماءِ العِنَبْ)

(وشنيف أَنا لَا أَبْكِي لَهُ ... وعَلى كوثَرَ لَا أخشَى العَطبْ)

(لم تَكُنْ تصلحُ للمُلكِ ولَمْ ... تعطك الطاعَةَ بالملْكِ العربْ)

(لِم نبكيكَ لما عَرَّضْتَنَا ... للمجانيقِ وطَوْرًا للسَّلَبْ)

وَذكر عَن الْكسَائي أَنه قَالَ لما ولاني الرشيد تَأْدِيب ابنيه الْأمين والمأمون كنت أشدد عَلَيْهِمَا فِي الْأَدَب وآخذهما أخذا شَدِيدا خصوصَاً الْأمين فأتتني ذَات يَوْم خَالِصَة أمة زبيدة فَقَالَت إِن السيدة تقرئك السَّلَام وَتقول لَك حَاجَتي أَن ترفق بِابْني مُحَمَّد فَقلت قولي لَهَا إِن مُحَمَّدًا مرشح للخلافة بعد أَبِيه وَلَا يجوز التَّقْصِير فِي حَقه قَالَت خَالِصَة إِن لرقة السيدة سببَاً أَنا أخْبرك بِهِ إِنَّهَا فِي اللَّيْلَة الَّتِي وَلدته فِيهَا أريت فِي منامها كَأَن أَربع نسْوَة أقبلن عَلَيْهِ فاكتنفنه من جهاته الْأَرْبَع فَقَالَت الَّتِي بَين يَدَيْهِ ملك قَلِيل الْعُمر ضيق الصَّدْر عَظِيم الْكبر واهي الْأَمر شَدِيد الْغدر وَقَالَت الَّتِي فِي خَلفه قصاف مبذر متلاف قَلِيل الْإِنْصَاف كثير الْإِسْرَاف وَقَالَت الَّتِي عَن يَمِينه ملك عَظِيم الحطم قَلِيل اللَّحْم كثير الْإِثْم قطوع الرَّحِم وَقَالَت الَّتِي عَن شِمَاله ملك غدار كثير العثار سريع الدمار ثمَّ بَكت خَالِصَة وَقَالَت يَا كسائي هَل ينفع الحذر مَعَ الْقدر قلت لَا وَالله

<<  <  ج: ص:  >  >>