بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ أَبُو معشر المنجم كَانَ الْمَأْمُون أماراً بِالْعَدْلِ مَحْمُود السِّيرَة مَيْمُون النقيبة فَقِيه النَّفس يعد من كبار الْعلمَاء وَعَن الرشيد وَالِده قَالَ إِنِّي لأعرف فِي عبد الله حزم الْمَنْصُور ونسك الْمهْدي وَعزة الْهَادِي وَلَو أَشَاء لأنسبه إِلَى الرَّابِع يَعْنِي نَفسه لنسبته وَقد قدمت مُحَمَّدًا عَلَيْهِ وَإِنِّي لأعْلم أَنه ينقاد إِلَى هَوَاهُ مبذر لما حوته يَده يُشَارِكهُ فِي رَأْيه الْإِمَاء وَالنِّسَاء وَلَوْلَا أم جَعْفَر يَعْنِي زبيدة وميل بني هَاشم إِلَيْهِ لقدمت عبد الله عَلَيْهِ وَعَن الْمَأْمُون قَالَ لَو عرف النَّاس حبي للعفو لتقربوا إِلَيّ بالجرائم وأخاف أَلا أوجر فِيهِ يَعْنِي لكَونه طبعَاً لَهُ وَعَن يحيى بن أَكْثَم قَالَ كَانَ الْمَأْمُون يحلم حَتَّى يغيظنا وَذكر أَن ملاحاً مر بِهِ الْمَأْمُون فَقَالَ الملاح أتظنون أَن هَذَا نَبل فِي عَيْني وَقد قتل أَخَاهُ الْأمين لَا وَالله فَسَمعَهَا الْمَأْمُون فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا الْحِيلَة حَتَّى أنبل فِي عَيْني هَذَا السَّيِّد الْجَلِيل وَعنهُ قَالَ كَانَ الْمَأْمُون يجلس للمناظرة فِي الْفِقْه يَوْم الثُّلَاثَاء فجَاء رجل عَلَيْهِ ثِيَاب قد شمرها وَنَعله فِي يَده فَوقف على طرف الْبسَاط وَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَرد الْمَأْمُون السَّلَام فَقَالَ أتأذن لي فِي الدنو قَالَ ادن وَتكلم فَقَالَ أَخْبرنِي عَن الْمجْلس الَّذِي أَنْت فِيهِ جلسته باجتماع الْأمة أم بالمغالبة والقهر قَالَ الْمَأْمُون لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا بل كَانَ يتَوَلَّى أُمُور النَّاس من عقد لي ولأخي فَلَمَّا صَار الْأَمر إِلَيّ علمت أَنِّي مُحْتَاج إِلَى اجْتِمَاع كلمة الْمُسلمين فِي الشرق والغرب على الرِّضَا بِي فَرَأَيْت أَنِّي مَتى تخليت عَن الْأَمر اضْطربَ حَبل الْإِسْلَام وَتَنَازَعُوا ومرج عَهدهم وَبَطل الْجِهَاد وَالْحج وانقطعت السبل فَقُمْت حياطة للْمُسلمين إِلَى أَن يجمعوا على رجل يرضون بِهِ فَأسلم إِلَيْهِ الْأَمر فَمَتَى اتَّفقُوا على رجل خرجت لَهُ من الْأَمر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَذهب فَوجه الْمَأْمُون من يكْشف خَبره فَرجع فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مضى إِلَى مَسْجِد فِيهِ خَمْسَة عشر رجلَا فِي مثل هَيئته فَقَالُوا لَهُ أتيت الرجل قَالَ نعم وَأخْبرهمْ بِمَا جرى فَقَالُوا مَا نرى بِمَا قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute