للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بأسَاً وافترقوا فَقَالَ الْمَأْمُون كفينا مُؤنَة هَؤُلَاءِ بأيسر الْخطب وأتى بِرَجُل من الْخَوَارِج فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْخُرُوج وَالْخلاف قَالَ {وَمَن لم يحكمُ بِمَا أَنزَلَ اَللهّ فَأُولَئكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} الْمَائِدَة ٤٤ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون أَلَك علم بِأَنَّهَا منزَّلة قَالَ نعم قَالَ مَا دليلك قَالَ إِجْمَاع الْأمة قَالَ فَكَمَا رضيت بإجماعهم فِي التَّنْزِيل فارض بإجماعهم فِي التَّأْوِيل قَالَ صدقت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعَن إِسْحَاق الْموصِلِي قَالَ كَانَ الْمَأْمُون قد سخط على الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك الملقب بالخليع الشَّاعِر لكَونه هجاه عِنْدَمَا قتل الْأمين قَالَ إِسْحَاق فَبَيْنَمَا أَنا ذَات يَوْم عِنْد الْمَأْمُون إِذْ دخل الْحَاجِب برقعة فَاسْتَأْذن فِي إنشادها فَأذن لَهُ فَقَالَ // (من الطَّوِيل) //

(أَجِزْنِي فإنِّي قد ظَمِئْتُ إِلَى الوِرْدِ ... متَى تنجزِ الوعدَ المؤكِّد بالعَهْدِ)

(أعيذُكَ من خُلْفِ الملوكِ فقد ترَى ... تقطُّعَ أنفاسي عَلْيكَ من الوَجْدِ)

(أيبخَلُ فردُ الحُسْنِ عنِّي بنائِلٍ ... قَلِيلٍ وقَدْ أفردتُّهُ بهوًى فَرْدِ)

إِلَى أَن قَالَ

(رأى اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ خَيْرَ عبادِهِ ... فملَّكه واللَّهُ أعلمُ بالعَبْدِ)

(أَلَا إِنَّمَا المأمونُ للناسِ عصمةٌ ... مُمَيِّزَةٌ بَين الضلَالةِ والراشدِ)

فَقَالَ لَهُ أَحْسَنت قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أحسن قَائِلهَا قَالَ وَمن هُوَ قَالَ عَبدك الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك فَقَالَ لَا حَيَّاهُ الله وَلَا بياه أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل // (من الطَّوِيل) //

(فَلَا تَمَّتِ الأشياءُ بعد محمَّدِ ... وَلَا زالَ شمْلُ الملكِ فِيهَا مبدَّدَا)

(وَلَا فَرِحَ المأمونُ بالمُلْكِ بعدَهُ ... وَلَا زالَ فِي الدُّنْيَا طريدَاً مشرَّدا)

هَذِه بِتِلْكَ فَلَا شَيْء لَهُ عندنَا قَالَ الْحَاجِب فَأَيْنَ عَادَة عَفْو أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أما هَذِه فَنعم ائذنوا لَهُ فَدخل فَقَالَ هَل عرفت يَوْم قتلِ أخي هاشمية هتكت قَالَ لَا قَالَ فَمَا معنى قَوْلك // (من الطَّوِيل) //

(وَمِمَّا شَجى قَلْبي وكَفْكَفَ عَبْرَتِي ... محارمُ مِنْ آلِ الرسولِ استُحِلَّتِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>