الْمُؤمنِينَ صدق هشيم حَدثنَا فلَان ابْن فلَان إِلَى عَليّ بن أبي طَالب فَذكر الحَدِيث فَقَالَ فِيهِ سداد من عوز وَكسر السِّين وَكَانَ الْمَأْمُون مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا وَقَالَ كَيفَ قَلت سِداد بِكَسْر السِّين قلت لِأَن السداد بِالْفَتْح هَهُنَا لحن فَقَالَ أتلحنني قلت إِنَّمَا لحن هشيم فَتَبِعَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ مَا الْفرق بَينهم قلت السداد بِالْفَتْح الْقَصْد فِي الدّين والسبيل وبالكسر الْبلْغَة وَكَانَ مَا سددت بِهِ شَيْئا فَهُوَ سداد فَقَالَ الْمَأْمُون أَو تعرف الْعَرَب ذَلِك قلت نعم هَذَا العرجي يَقُول // (من الوافر) //
(أَضَاعُونِي وَأَبيَّ فَتًى أَضَاعُوا ... لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرِ)
فَاسْتَوَى جَالِسا وَقَالَ قبح الله من لَا أدب لَهُ ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ أَخْبرنِي بأخلب بَيت قالته الْعَرَب قلت قَول ابْن بيض فِي الحكم بن مَرْوَان // (من المنسرح) //
(تَقُولُ لِي وِالعُيُونُ هَاجِعَةٌ ... أَقِمْ عَلَيْنَا يَوْمًا فلَمْ أُقِمِ)
(مَتَى يقُلْ صَاحِبُ السُّرَادِقِ هَا ... ذَا إِبْنُ بيض بالبَابِ يَبْتسِمِ)
(قَدْ كنت أسلمتُ فِيكَ مُقْتَبلاً ... فَهَاتِ أدخُلْ وأَعْطِنِي سلَمِي)
فَقَالَ لقد أحسن وأجاد فَأَخْبرنِي بأنصف بَيت قالته الْعَرَب قلت قَول عرُوبَة // (من الْكَامِل) //
(إِني وَإِن كَانَ ابْن عمِّيَ وَاغِرًا ... لمُدَاهِن من خلفيهِ وَوَرَائِهِ)
(ومعده نَصْرِي وَإِن كَانَ امْرأٌ ... مُتَبَاعدًا من أَرْضِهِ وَسَمائِهِ)
(فَأَكُون وَالي سِرِّهِ وأَصُونُه ... حَتَّى يحينَ علىَّ وَقْتُ أَدَائِهِ)
(وَإِذَا الحَوَادِثُ أَحْجَنَتْ بِسَوَامِهِ ... قَرَّبْتُ جلتَهَا إِلَى حِرْبائِهِ)
(وَإِذَا دَعَا باسمي لِيَرْكبَ مَرْكبًا ... صعباً ركِبْتُ لهُ على سيسَائِهِ)
(وَإِذَا رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا ناضراً ... لَمْ يلْقَنِي مُتَمنيا لِردَائِهِ)
قَالَ لقد أحسن وأجاد فَأَخْبرنِي عَن أغرب بَيت قالته الْعَرَب قلت قَول راعي الْإِبِل // (من المنسرح) //
(أَطْلُبُ مَا يطْلُبُ الْكريم مِنْ الرِّزْقِ ... لِنَفْسِي وَأُجْمِلُ الطَّلَبَا)
(وَأَطْلُبُ الدُّرَّةَ الصفاءَ وَلَا ... أَطْلُبُ فِي غَير خلفهَا جَلَبَا)