(إِنِّي رأيتُ الفَتَى الكريمَ إِذَا ... رَغَّبتهُ فِي صَنِيعةٍ رَغِبَا)
(والنذْلَ لَا يطْلب العَلَاء ولَا ... يعطيكَ شَيْئًا إِلَّا إِذا رَهِبَا)
(مثلُ الحِمارِ المُوَاقِعِ السُّوءِ لَا ... يُحْسِنُ مشْيًا إِلا إِذا ضُرِبَا)
فَقَالَ وَالله لقد أحسن وأجاد ودعا بالدواة فَمَا أَدْرِي مَا يكْتب ثمَّ قَالَ يَا نضر كَيفَ تَقول فعل الْأَمر من الإتراب فَقلت أَقُول أترب القرطاس والقرطاس متروب قَالَ فَكيف تَقول من الطين قلت أَقُول طن الْكتاب وَالْكتاب مطين قَالَ هَذِه أحسن من الأولى ثمَّ دفَع مَا كتب إِلَى خَادِم وَجهه معي إِلَى الْحسن بن سهل فَلَمَّا قَرَأَ الْفضل الرقعة قَالَ يَا نضر قد أَمر لَك بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم فَمَا كَانَ السَّبَب فَأَخْبَرته فَأمر لي بِثَلَاثَة ألف دِرْهَم أُخْرَى فَأخذت ثَمَانِينَ ألف دِرْهَم بِحرف واحدٍ اسْتُفِيدَ مني وَقد نَادَى الْمَأْمُون بِإِبَاحَة الْمُتْعَة فَلم يَجْسُر أحد يُنكر عَلَيْهِ فروى لَهُ يحيى بن أَكْثَم حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْني الْحَنَفِيَّة عَن أَبِيهِمَا مُحَمَّد بن عَليّ ري الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء يَوْم خَيْبَر فَلَمَّا صَحَّ لَهُ الحَدِيث رَجَعَ إِلَى الْحق ونادى بإيطالها وَأما مسألأة خلق الْقُرْآن فصمم عَلَيْهَا وَلم يرجع عَنْهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة وامتحن الْعلمَاء بهَا فعوجل وَلم يُمْهل توجه فِي هَذِه السّنة غازياً إِلَى أَرض الرّوم فَلَمَّا وصل إِلَى البذندون مرض وَاشْتَدَّ بِهِ المر فأوصى بالخلافة إِلَى أَخِيه المعتصم بن الرشيد وَأما المؤتمن الْمَعْقُود لَهُ الْعَهْد بعده فقد كَانَ خلعه قبل حِين وَجعل الرضي مَكَانَهُ فِيمَا تقدم سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ فَلَمَّا ورد نزل على عين البذندون فَأَقَامَ هُنَاكَ واعتل قَالَ المَسْعُودِيّ أعجبه برد مَاء الْعين وصفاؤها وَطيب الْموضع وَكَثْرَة الخضرة وَقد طرح لَهُ دِرْهَم فِي الْعين فقرأه فِيهَا لفرط صفائها وَلم يقدر أحد أَن يسبح فِيهَا لشدَّة بردهَا فَرَأى سَمَكَة نَحْو الذِّرَاع كَأَنَّهَا الْفضة فَجعل لمن يُخرجهَا سيفَاً فَنزل فرَاش فاصطادها وطلع فاضطربت وفرت إِلَى المَاء فنضح صدر الْمَأْمُون ونحره وابتل ثَوْبه ثمَّ نزل الْفراش ثَانِيَة فَأَخذهَا فَقَالَ الْمَأْمُون يقلي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute