للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اسْمهَا شُجَاع اسْتخْلف فأظهر السّنة وَتكلم بهَا فِي مَجْلِسه وَكتب إِلَى الْآفَاق بِرَفْع المحنة بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن وَأظْهر السّنة وَنصر أَهلهَا وَقدم إِلَى دمشق فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَعْجَبهُ فعزم على الْمقَام بهَا وَنقل دواوين الْملك إِلَيْهَا وَأمر بِالْبِنَاءِ بهَا وَبنى قصراً كَبِيرا ب داريه من جِهَة المزة ثمَّ رَجَعَ إِلَى سر من رأى دَار ملكه قيل إِن سَبَب ميله إِلَى دمشق أَن إِسْرَائِيل بن زَكَرِيَّا الطَّبِيب نعت لَهُ دمشق وَأَنَّهَا مُوَافقَة لمزاجه ومذهبة عَنهُ الْعِلَل الَّتِي تعرض لَهُ فِي الصَّيف بالعراق كَانَ المتَوَكل شجاعاً كَرِيمًا مَا أعْطى خَليفَة شَاعِرًا مَا أعطَاهُ المتَوَكل وَمن أَفعاله الشنيعة أَنه هدم قبر الْحُسَيْن بن عَليّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَهدم جَمِيع مَا حوله من الدّور وَجعل مَكَانهَا مزارع وَمنع من زيارته فتألم النَّاس لذَلِك وَكتب أهل بَغْدَاد شَتمه على الْحِيطَان والمساجد وهجاه بِعْ الشُّعَرَاء بقوله من // (الْكَامِل) //

(تاللَّهِ أِنْ كَانَتْ أُميَّةُ قَدْ أَتَتْ ... قَتْل ابنِ بِنْتِ نبِيها مَظْلُومَا)

(فَلَقَدْ أَتَاهُ بَنُو أَبِيهِ بِمِثِلْهِ ... هَذَا لَعَمرِي قَبْرُهُ مَهْدُومَا)

(أَسِفُوا عَلَى أَلَاّ يَكُونُوا شَارَكُوا ... فِي قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوهُ رَمِيمَا)

وَهَذَا الْفِعْل السيء محا جَمِيع محاسنه وَصَارَ مَا عذب من إحسانه مغلبا بأجاجه وآسنه وعدت هَذِه الزلة أقبح فبيحة وَهَذِه الْخلَّة الشنيعة أفضح من كل فضيحة وَذكر ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة المتَوَكل عَن المتَوَكل نَفسه قَالَ ركبت إِلَى دَار الواثق أخي فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ لأعوده فَجَلَست فِي الدهليز لأنتظر الْإِذْن فَبَيْنَمَا أَنا جَالس إِذْ سَمِعت النِّيَاحَة عَلَيْهِ وَإِذا إيتاخ وَمُحَمّد بن عبد الْملك الزيات يأتمران فِي أَمْرِي فَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك نقْتل فِي التَّنور وَقَالَ إيتاخ بل ندعه فِي المَاء الْبَارِد حَتَّى يَمُوت وَلَا يرى عَلَيْهِ أثر الْقَتْل فينما هما على ذَلِك إِذْ جَاءَ أَحْمد بن أبي دؤاد القَاضِي دخل وحدثهما كلَاما لَا أفهمهُ لما داخلني من الْخَوْف وشغل الْقلب فِي إِعْمَال حِيلَة فِي الْهَرَب فينما أَنا كَذَلِك وَإِذا بالغلمان

<<  <  ج: ص:  >  >>