للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فغلبوهم بالديار المصرية والشامية والحجازية وَخرج على آل محرق فِي الْمِائَة الْخَامِسَة الغز فخربوا الْبِلَاد وَقتلُوا فِي الْعباد ثمَّ جَاءَت الطامة الْكُبْرَى بعد الستمائة فَكَانَ خُرُوج جنكيزخان وَخَلفه بعده هولاكو واستعرت الدُّنْيَا بهم نارَاً لَا سِيمَا الشرق بأسره حَتَّى لم يبْق بلد مِنْهُ إِلَّا دَخلهَا شرهم ثمَّ كَانَ خراب بَغْدَاد وَقتل الْخَلِيفَة وسلب ملكه ودمار عماره وَظهر بِهِ بل بِجَمِيعِ ذَلِك مصداق قَوْله

أَن أول من يسلب أمتِي ملكهَا بَنو قنطوراء وَقد تقدم ذكر الحَدِيث وَالله سُبْحَانَهُ أعلم وَكَانَ مِمَّن نجا من سيوف التتار من بني الْعَبَّاس أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الظَّاهِر عَم المستعصم الْمَقْتُول قيل كَانَ محبوسَاً بِبَغْدَاد فَلَمَّا أخذت التتار بَغْدَاد أطلق فهرب وَصَارَ إِلَى عرب الْعرَاق فَلَمَّا تسلطن الْملك الظَّاهِر بيبرس بعد الْملك المظفر قطز وَفد عَلَيْهِ إِلَى مصر فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَمَعَهُ عشرَة من بني مهارش عرب الْحلَّة الْبَلدة الْمَعْرُوفَة فَركب السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر بيبرس للقائه ثمَّ أثبت نسبه على يَد قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز الشَّافِعِي ثمَّ بَايعه بالخلافة السُّلْطَان ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة الْمَذْكُور ثمَّ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام ثمَّ الْكِبَار على مَرَاتِبهمْ وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشر رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة وَضربت السِّكَّة باسمه وخطب لَهُ ولقب بلقب أَخِيه الْمُسْتَنْصر وَفَرح النَّاس وَركب يَوْم الْجُمُعَة وَعلي السوَاد إِلَى جَامع القلعة فَصَعدَ الْمِنْبَر وخطب خطْبَة ذكر فِيهَا شرف بني الْعَبَّاس ودعا للسُّلْطَان وَالْمُسْلِمين ثمَّ صلى بِالنَّاسِ ثمَّ رسم بِعَمَل خلعة للسُّلْطَان وبكتابة تَقْلِيد لَهُ ثمَّ نصبت خيمة بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَركب الخلفة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الْمَذْكُور وَالسُّلْطَان الظَّاهِر الْمَذْكُور مَعَه يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع شهر شعْبَان إِلَى الْخَيْمَة وَحضر الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والأمراء والوزراء فألبس الْخَلِيفَة السُّلْطَان الخلعة بِيَدِهِ وطوقه ونُصِبَ مِنْبَر فَصَعدَ عَلَيْهِ فَخر الدّين بن لُقْمَان فَقَرَأَ التقلد ثمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>