للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يَقُولُ رجالٌ شاهَدُوا يومَ حُكْمِهِ ... بِذا تَعْمُرُ الدُّنْيَا وَلَوْ أنَّها قَفْزُ)

(بذَا لَا ضِيَاعٌ حَلَّلُوا حرماتِهَا ... وَأَقْطَاعَها واسْتُصْفِىَ السَّهْلُ والوَعْرٌ)

(فحسْبُكُمُ يَا أهلَ مِصْرٍ بعَدْلِهِ ... دَلِيلا على العَدْلِ الَّذِي عَنهُ يَفْتَرُّ)

(فذاكَ بيَانٌ واضحٌ عَن خليفةٍ ... كثيرُ سِوَاهُ عِنْد مَعْرُوفه نَزْرُ)

(رَضِينا لكُمْ يَا أهل مصرٍ بِدَوْلةٍ ... أطيلَ لَنَا فِي ظلِّها الأمْنُ والوَفْرُ)

(لكُمْ أسْوَةٌ فِينَا قَدِيما فلَمْ يكُنْ ... بأحوالِنَا عنكُمْ غِطَاءٌ ولَا سِتْرُ)

(وهَلْ نحنُ إلَاّ مَعْشَرٌ من عُفَاتِهِ ... لَنا الصافِناتُ الجُرْدُ والعَسْكرُ الدّثْرُ)

(فكيفَ مَوَالِيهِ الذِينَ كأنَّهُمْ ... سَمَاءٌ على الغافِينَ أَمْطَارُها التِّبْرُ)

(لَبِثْنَا بِهِ أيَّامَ دهرٍ كَأَنَّمَا ... بِهَا وَسَنٌ أَوْ مَالَ ميْلاً بهَا السُّكْرُ)

(فيا مَلِكًا هَدْيُ المَلَائِكِ هَدْيُه ... ولكنَّ بحْرَ الأْنبياءِ لَهُ بَحْرُ)

(وَيَا رَازِقًا من كفِّهِ نَشَأ الحيَا ... وإلَاّ فَمِن~ أسْرارِهِ يَنْبُعُ البَحْرُ)

(أَلَا إِنَّمَا الأيَّامُ أيامُكَ الَّتِي ... لِىَ الشَّطْرُ من نَعْمَائِها وَلكَ الشَّطْرُ)

(لَك الشَّطْرُ مِنْهَا مَالِكَ المجْدِ والعُلَا ... وَيبْقى لَنا مِنْها الحَلُوبةُ والدَّرُّ)

(لقَدْ جدتِّ حَتَّى لَيْسَ لِلمَالِ طَالِبٌ ... وأَعطيْتَ حَتَّى مَا لمُنْفِسة قَدْرُ)

(فلَيْسَ لِمَنْ لَا يرتقِى النجمَ هِمَّةٌ ... وليسَ لِمَنْ لَا يَسْتَفِيدُ الغِنَى عُذْرُ)

(وَدِدتُّ لجيلٍ قد تقدَّم عصرهُمْ ... لوِ استأخَرُوا فِي حلْبَةِ العُمْرِ أَو كَرُّوا)

(وَلوْ شهِدُوا الأيامَ والعَيْشُ بَعْدَهُمْ ... حَدَائِقُ والآمَالُ مُونِقةُ خُضْرُ)

(فَلَوْ سَمِعَ التثويبَ مَنْ كانَ رِمَّةً ... رُفَاتًا وَلَبَّى الحىَّ مَنْ ضَمَّهُ أبقر)

(لنادَيُت منْ قَدْ مَاتَ حَى بِدَوْلةٍ ... تُقَامُ بِهَا المَوْتَى وَيُرْتَجَعُ العُمْرُ)

انْتَهَت قلت قَوْله بني نتلة يُشِير إِلَى بني الْعَبَّاس لِأَن نتلة أم الْعَبَّاس وَقد أفحش فَرمى بني الْعَبَّاس بالْكفْر وَالرّق والعبودية فَلَا قوةَ إِلَّا بِاللَّه وَكَانَ هَذَا مُحَمَّد بن هَانِئ شاعرَاً محبوباً مقرباً عِنْد الْمعز استصحبه مَعَه من بِلَاد القيروان وَتلك النواحي حِين توجه إِلَى الديار المصرية فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق وُجد مُحَمَّد بن هَانِئ مقتولَا مجدلَا على حافة الْبَحْر وَذَلِكَ فِي رَجَب وَقد كَانَ شَاعِرًا مطبقاً قوي النّظم إِلَّا أَنه كفره غير وَاحِد من الْعلمَاء فِي مبالغاته فِي مدائحه

<<  <  ج: ص:  >  >>