وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَله من الْعُمر ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت مُدَّة ولَايَته سِتَّة عشر عَاما وَتِسْعَة أشهر ثمَّ قَامَ بِالْأَمر بعده ابْنه معد المُكَنى أَبَا تَمِيم الملقب بالمستنصر بسين الاستفعال ابْن الظَّاهِر وعمره سبع سِنِين وتكفل بأعباء المملكة بَين يَدَيْهِ الْأَفْضَل أَمِير الجيوش بدر بن عبد الله الجمالي بُويِعَ يَوْم موت أَبِيه وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وَسَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَبَقِي فِي الْخلَافَة سِتِّينَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَلَا يعلم فِي الْإِسْلَام خَليفَة وَلَا سُلْطَان أَقَامَ فِي الْملك هَذِه الْمدَّة والمستنصر هَذَا هُوَ الَّذِي خطب لَهُ البساسيري على مَنَابِر بَغْدَاد وَهَذَا شَيْء لم يَقع لأحد من آبَائِهِ وَفِي أَيَّامه وَقع الغلاء الْعَظِيم بِمصْر حَتَّى إِن الْكَلْب بيع بِخَمْسَة دَنَانِير ليؤكل والقط بِثَلَاثَة دَنَانِير وضعفت النَّاس من شدَّة الْجُوع حَتَّى إِن الْكَلْب يدْخل إِلَى بَيت الشَّخْص فيأكل وَلَده وَلَيْسَ لَهُ قدرَة على النهوض إِلَى دَفعه وَكَانَ بِمصْر حارة تعرف بحارة الطَّبَق وفيهَا عشرُون دَارا كل دَار تَسَاوِي أَكثر من ألف دِينَار فبيعت كلهَا بطبق خبز كل دَار مِنْهَا برغيف قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي المنتظم خرجت امْرَأَة وَمَعَهَا قدر ربع من جَوْهَر فَقَالَت من يَأْخُذ مني هَذَا الْجَوْهَر ويعطيني عوضا برا فَلم تجدْ مَنْ يَأْخُذهُ مِنْهَا بذلك فَقَالَتْ إِذَا لم يَنْفَعنِي وَقت الْحَاجة فَلَا حَاجَة لي بِهِ فألقته على الأَرْض وانصرفت فالعجب مَا كَانَ لَهُ من يلقطه وَأخرج الْمُسْتَنْصر جَمِيع الذَّخَائِر فَبَاعَهَا يُقَال إِنَّه بَاعَ فِي هَذَا الغلاء ثَمَانِينَ ألف قِطْعَة من أَنْوَاع الْجَوَاهِر المثمنة وَخَمْسَة وَسبعين ألف قِطْعَة من أَنْوَاع الديباج المنسوج بِالذَّهَب وَعشْرين ألف سيف محلى وَأحد عشر ألف دَار وافتقر الخلبفة حَتَّى لم يبْق لَهُ إِلَّا سجادة تَحْتَهُ وقبقاب فِي رجله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute