للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يُسِرُّونَ كُفْرًا يُظْهِرونَ تَشَيُّعًا ... لِيَسْتتِرُوا شَيْئًا وَعَمَّهُمُ الْجَهْلُ)

وَمِمَّا قيل من الشّعْر بِبَغْدَاد يبشر الْخَلِيفَة المستنجد بِاللَّه العباسي من // (الطَّوِيل) //

(لِيَهْنِكَ يَا مَوْلَاَيَ فَتْحٌ تَتاَبَعَتْ ... إِلَيْكَ بِهِ خُوصُ الرَّكَائِبِ تُوجَفُ)

(أَخَذْت بِهِ مِصْرًا وَقَدْ حَالَ دُونهَا ... مِنَ الشِّرْكِ ناسٌ فِي لَهَا الْحَقِّ تُقْذَفُ)

(فَعَادَتْ بِحمْدِ اللهِ بِاسْمِ إِمامِنَا ... تَتِيهُ عَلَى كُل الْبلَادِ وَتَشْرُفُ)

(فَلَا غَرْوَ إِنْ ذَلَّتْ لِيُوسُفَ مِصْرُهُ ... وكانتْ لَهُ عَلْيَاؤُهَا تَتشَوَّفُ)

(تَمَلَّكَهَا فِي قَبْضَةِ الْكُفْرِ يُوسُفٌ ... وَخَلَّصَهَا مِنْ عُصْبةِ الفِسْقِ يُوسُفُ)

(فَشَابَهَهُ خَلْقًا وخُلْقًا وَعِفَّةً ... وَكُلٌّ عَنِ الرَّحْمَنِ فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُ)

(كَشَفْتَ بِها عَنْ آلِ هاشِم سُبَّةً ... وَعَارًا أََبَى إِلَاّ بِسيْفِكَ يُكْشفُ)

ذكر الشَّيْخ شهَاب الدّين فِي الروضتين أَن أَبَا الْفَضَائِل الْحُسَيْن بن مُحَمَّد وَزِير ابْن هُبَيْرَة أنشدها للخليفة المستنجد وَالِد المستضيء قبل مَوته عِنْد تَأْوِيل مَنَام رَآهُ بعض النَّاس للخليفة فَأَرَادَ الشَّاعِر بِيُوسُف الثَّانِي الْخَلِيفَة المستنجد لِأَن اسْمه يُوسُف وَكَذَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره أَن هَذِه القصيدة أنشدت للمستنجد فِي حَيَاته وَلَكِن لم يُخطب بِمصْر إِلَّا لوَلَده المستضيء بن المستنجد فَجرى التَّأْوِيل باسم الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب ثمَّ إِن الْخَلِيفَة المستضيء أرسل إِلَى الْملك نور الدّين الشَّهِيد خلعة سنية وَكَذَلِكَ للْملك صَلَاح الدّين إِلَى الديار المصرية فَرفعت على أَعْلَام سود ولواء مَعْقُود ففرقت على الْجَوَامِع بِبِلَاد الشَّام وبلاد مصر فَللَّه الْحَمد على مَا صَحَّ من الْعِزّ والنصر وَكَانَ قد أجمع جمَاعَة من الدولة المصرية الفاطمية الَّذين كَانُوا حكاماً فاتفقوا فِيمَا بَينهم أَن يُعِيدُوا الدولة الفاطمية فَكَتَبُوا إِلَى الفرنج يستدعونهم إِلَيْهِم وعينوا خَليفَة من وَرَثَة الفاطميين ووزراء وأمراء وَذَلِكَ فِي غيبَة السُّلْطَان بِبِلَاد الكرك ثمَّ اتّفق مَجِيئه وَكَانَ من نِيَّة الْملك صَلَاح الدّين أَن يبْعَث أَخَاهُ تورانشَاه شمس الدّين إِلَى الْيمن فشرع عُمارةُ اليمني يذكر لَهُ الْيمن وَمَا فِيهَا من الْمصَالح والدور والمنتزهات والمغلات وَيحسن ل الْمصير إِلَيْهَا ليخف الْجَيْش بِمصْر ويضعف عَن مقاومة الفرنج إِذا قدمُوا لنصرة الفاطميين فَخرج تورنشاه وَلم يخرج مَعَه عمَارَة بل أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ يفِيض فِي هَذَا الحَدِيث وَيدخل الْمُتَكَلِّمين فِيهِ وَكَانَ من

<<  <  ج: ص:  >  >>