بِنَاء هَذِه الْمدرسَة والرباط والبيتين أَحدهمَا من نَاحيَة بَاب السَّلَام وَالثَّانِي من نَاحيَة بَاب الحريريين فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة على يَد مُشَيدِ عمائره الْأَمِير سنقر الجمالي وَفِي هَذِه السّنة وَردت أَحْكَام سلطانية من السُّلْطَان قايتباي إِلَى صَاحب مَكَّة الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان رَحمَه الله تَتَضَمَّن أَنه رأى مناماً وَأَن بعض المعبرين عبر لَهُ ذَلِك الْمَنَام بِغسْل الْبَيْت الشريف من دَاخله وخارجه وَغسل المطاف وَأَنه أمره أَن يفعل ذَلِك فَحَضَرَ مَوْلَانَا الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات رَحمَه الله بِنَفسِهِ وقاضي الْقُضَاة إِبْرَاهِيم ابْن ظهيرة وناس من التّرْك المقيمين بِمَكَّة الْأَمِير قاتي باي اليوسفي والأمير سنقر الجمالي والدوادار الْكَبِير جَان بك نَائِب جدة المعمورة وَبَقِيَّة الْقُضَاة والأعيان وفاتح الْكَعْبَة عمر بن أبي رَاجِح الشيبي والشيبيون والخدام وغسلوا الْكَعْبَة الشَّرِيفَة من ظَاهرهَا وباطنها قدر قامة وغسلوا أَرض الْكَعْبَة وَأَرْض المطاف الشريف وطيبوها بالطيب وَالْعود وَكَانَ ذَلِك يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من ذِي الْحجَّة الْحَرَام من السّنة الْمَذْكُورَة وَمن أعظم مَا وَقع فِي أَيَّام السُّلْطَان قايتباي من الْأُمُور المهولة حريق الْمَسْجِد النَّبَوِيّ فِي ثلث اللَّيْل الْأَخير من لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة فعمره رَحمَه الله أحسن عمَارَة وَبنى الْمَقْصُورَة وأدار عَلَيْهَا الشبك الْحَدِيد جَمِيعهَا وَكَانَ تَمام ذَلِك فِي عَام ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة كَمَا رَأَيْته مرسوماً بالقلم الْحَدِيد فِي جِهَة الْبَاب من الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَقد ذكر السَّيِّد السمهودي ذَلِك مفصلا وَغَيره وَعمر السُّلْطَان الْمَذْكُور بِالْمَدِينَةِ مثل مَا عمر بِمَكَّة من الْمدرسَة والرباط وأوقف كتبا على طلبة الْعلم الشريف فَأرْسل مصاحف كَثِيرَة وكتباً لخزانة الْمَسْجِد الشريف عوضا عَمَّا احْتَرَقَ وَلم يحجّ من مُلُوك الشراكسة غير السُّلْطَان قايتباي الْمَذْكُور وَذَلِكَ لتمكنه فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute