على الْمُقَاتلَة خشيَة من الهجوم فَفِي لَيْلَة السبت سَابِع عشري ذِي الْقعدَة الْحَرَام ركب سِنَان وَخرج من غَزَّة وَأظْهر أَنه رَاجع لجِهَة الرملة فَسَار طول ليلته وَأصْبح بِالْقربِ من خَان يُوسُف وَكَانَ بِالْقربِ مِنْهُ عَسْكَر الشراكسة فَلَمَّا رأى جانبرد الْغَزالِيّ وَكَانَ رَئِيس من تقدم من الشراكسة الْعَسْكَر العثماني هيأ عسكره وَعين الميمنة والميسرة وَكَذَلِكَ سِنَان باشا جعل على ميمنته فرهاد بِمن مَعَه وعَلى ميسرته مُحَمَّد بن عِيسَى فَلَمَّا رأى الْغَزالِيّ ذَلِك عين بعض جمَاعَة من عسكره مَعَ المشاة وَأمرهمْ أَن يقرُّوا على ساقة الْعَسْكَر أَولا فَلَمَّا رأى سِنَان باشا ذَلِك أخرج من عسكره مِقْدَار ألف خيال وماش ترمي البندق وَأمرهمْ أَن يَكُونُوا خلف الْعَسْكَر وَحَوله فَلَمَّا رأى الشراكسة ذَلِك تَرَبَّصُوا وسايروا الْعَسْكَر قَلِيلا قَلِيلا ينتهزون الفرصة فَلَمَّا نزل سِنَان بِمحل الْمنزل هجم الْغَزالِيّ وَكَانَ سِنَان أَمر الينيشرية وغالب الْعَسْكَر أَن لَا يخرجُوا سِلَاحهمْ وَأَن يَكُونُوا حول ثقلهم فَلَمَّا هجم الْغَزالِيّ قابله طَائِفَة الينيشرية برمي البندق ثمَّ ركب سِنَان وتلاحق الْعَسْكَر والتحم الْقِتَال إِلَى وَقت الْغُرُوب فَانْهَزَمَ الْغَزالِيّ وَقتل غَالب الْأُمَرَاء الَّذين مَعَه وَأرْسلت رُءُوسهم مَعَ من قبض عَلَيْهِ أَيْضا إِلَى السُّلْطَان سليم فسر بذلك وَذهب الْغَزالِيّ إِلَى مصر وَسَار السُّلْطَان سليم حَتَّى نزل ببركة الْحَج وتهيأ مِنْهَا لفتح قلعة مصر وَأخذ الْبِلَاد فاتفقت الشراكسة المقيمون بهَا وَغَيرهم من الْعَرَب على إِعَانَة طومان باي فبلغت عدتهمْ عشْرين ألفا فَجمع طومان باي المدافع الْكَثِيرَة وأخرجها للريدانية وقررها فِي الأَرْض وَأرْسل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَطلب من يضْرب بالمدافع فَاجْتمع عِنْده خلق كثير فَنزل بمخيمه فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك وَكَانَ قد صف عسكره ميمنة وميسرة ترك اسْتِقْبَال طومان باي وسلك طَرِيقا أُخْرَى من خلف جبل المقطم من وَرَاء عَسْكَر الشراكسة واستمرت مدافع الشراكسة مركوزة لمن يَأْتِي من أَمَام الريدانية بِلَا نفع وَلَا دفع وبادرهم برمي المدافع والبنادق واستقبلته خُيُول الْجند وفرسانها والتحم الْحَرْب وحمي الْوَطِيس حَتَّى أظلمت الدُّنْيَا وَلم تزل الشراكسة تهجم مَعَ تِلْكَ الظُّلُمَات على العساكر العثمانية الْمرة بعد الْمرة وتكر وتفر وَالْقَتْل فيهم وهم لَا يصدهم شَيْء حَتَّى قتل مِنْهُم جَانب عَظِيم من أعيانهم وَقتل من العساكر العثمانية أقل من ذَلِك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute