للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طرائق مَعَ اتِّفَاقهم على تَفْضِيل عَليّ كرم الله وَجهه على جَمِيع الصَّحَابَة إِلَى الزيدية الْقَائِلين بإمامة بني فَاطِمَة لفضل عَليّ وبنيه على سَائِر الصَّحَابَة على شُرُوط يشترطونها وإمامة الشَّيْخَيْنِ عِنْدهم صَحِيحَة وَإِن كَانَ على أفضل مِنْهُمَا لأَنهم يجوزون إِمَامَة الْمَفْضُول مَعَ وجود الْأَفْضَل وَهُوَ مَذْهَب زيد وَأَتْبَاعه المسمين بالزيدية وهم جُمْهُور الشِّيعَة وأبعدهم عَن الانحراف والغلو وَإِلَى الرافضة وَسموا رافضة قَالُوا لِأَنَّهُ لما خرج زيد الشَّهِيد بِالْكُوفَةِ وَاخْتلفت عَلَيْهِ فرقة من الشِّيعَة وناظروه فِي أَمر الشَّيْخَيْنِ وَدعوهُ إِلَى الْبَرَاءَة مِنْهُمَا وأنهما ظلما عليا أنكر ذَلِك عَلَيْهِم وَامْتنع عَن الْبَرَاءَة مِنْهُمَا فَقَالُوا لَهُ وَأَنت أَيْضا لم يظلمك أحد وَلَا حق لَك فِي الْأَمر فَنحْن نرفضك فَقَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم الرافضة فانصرفوا عَنهُ فسموا الرافضة وَأقَام مَعَه أَتْبَاعه الاخرون فسموا زيدية ثمَّ سَاق الرافضة الإمامهّ من عَليّ كرم الله وَجهه إِلَى ابْنه الْحسن ثمَّ إِلَى الْحُسَيْن ثمَّ إِلَى ابْنه زين العايدين ثمَّ إِلَى ابْنه مُحَمَّد الباقر ثمَّ إِلَى ابْنه جَعْفَر الصَّادِق كل هَؤُلَاءِ بِالْوَصِيَّةِ وهم سِتَّة أَئِمَّة لم يُخَالف فيهم أحد من الرافضة الْمَذْكُورين ثمَّ افْتَرَقُوا من هَهُنَا إِلَى فرْقَتَيْن إِلَى الاثْنَي عشرِيَّة واختصوا باسم الإمامية إِلَى هَذَا الْعَهْد ومذهبهم أَن الْإِمَامَة انْتَقَلت من جَعْفَر الصَّادِق إِلَى ابْنه مُوسَى الكاظم وَخرج دعاته بعد موت أَبِيه فَحَمله هَارُون الرشيد مَعَه من الْمَدِينَة وحبسه عِنْد عِيسَى بن جَعْفَر ثمَّ إشخاصه إِلَى بَغْدَاد وحبسه عِنْد ابْن شاهك وَيُقَال إِن يحيى بن خَالِد سمه فِي رطب فَتوفي سنة ١٨٣ ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَزعم شيعته أَن الإِمَام بعده ابْنه عَليّ الرِّضَا وَكَانَ عَظِيما فِي بني هَاشم وَكَانَت لَهُ مَعَ الْمَأْمُون صُحْبَة وزوجه ابْنَته أم الْفضل وعهد لَهُ بِالْأَمر من بعده وَقد تقدم ذكرنَا لكتاب الْعَهْد فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَكَانَ عهد الْمَأْمُون لعَلي الرِّضَا بِالْأَمر سنة ٢٠١ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ عِنْد ظُهُور الدعاة للطالبيين فِي كل نَاحيَة وَكَانَ الْمَأْمُون ب خُرَاسَان لم يدْخل الْعرَاق بعد مقتل أَخِيه الْأمين فنكر ذَلِك عَلَيْهِ شيعَة العباسيين وَبَايَعُوا لِعَمِّهِ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي بِبَغْدَاد فارتحل الْمَأْمُون من الْعرَاق وَعلي الرِّضَا مَعَه فَهَلَك عَليّ الرِّضَا فِي طَرِيقه

<<  <  ج: ص:  >  >>