للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَت شيعَة بني الْعَبَّاس الْقَائِلُونَ بِوَصِيَّة أبي هَاشم عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة إِلَى مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بِالْإِمَامَةِ وانتشرت هَذِه الْمذَاهب وَهِي مَذْهَب الزيدية وَمذهب الرافضة المنقسمين إِلَى الإمامية الأثنى عشرِيَّة والى الإسماعيلية وَمذهب الكيسانية وهم شيعَة مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة الَّذين صَارُوا شيعَة لبني الْعَبَّاس بإيصاء أبي هَاشم عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة إِلَى جدهم مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْمَذْكُور وَكَانَ أَكثر الكيسانية بالعراق وخراسان بَين الشِّيعَة وافترق أهل كل مَذْهَب مِنْهَا إِلَى طرائق بِحَسب اخْتلَافهمْ // (من الوافر) //

(وكَلٌّ يَدَّعِى وصْلا بِليْلَى ... )

وَاعْلَم أَن سَبَب انتصاب الْأَشْرَاف للْإِمَامَة وادعائهم لَهَا مَعَ مَا يشاهدونه من النكد والشدائد وَالْقَتْل وَالْحَبْس والمكائد بعد قتل عَليّ بن أبي طَالب لما تقلد الْخلَافَة وَالْعقد عليهِ إِجْمَاع أهل بدر وَاخْتِيَار أكَابِر الصَّحَابَة وَبَايَعُوهُ عَلَانيَة نازعه فِي الْخلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وتعلل بعلل كَثِيرَة لبلوغ المنى وكل مِنْهُمَا مُجْتَهد لَكِن مُعَاوِيَة مُجْتَهد مُخطئ قَالَ الإِمَام الْغَزالِيّ فِي قَوَاعِد العقائد وَلم يذهب لتخطئة عَليّ ذُو تَحْصِيل أصلا وَلَا شُبْهَة أَن الْحق مَعَ عَليّ وَأَن مُعَاوِيَة لَيْسَ مِمَّن يعادل أحد الْعشْرَة المبشرة بِالْجنَّةِ فضلا عَن أَن يعادل عليا وَأَيْنَ الحسام من المنجل وَأَيْنَ مُعَاوِيَة من على فَاشْتَبَهَ على الْعَامَّة أَمرهمَا وصاروا فريقين فَوَقَعت الْحَرْب بَينهمَا كَمَا قدره الله تَعَالَى مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن لَا يَقع فِي ملكه إِلَّا مَا أَرَادَ {لَا يُسئَلُ عَمَّا يَفعَلُ وَهُم يُسئَلُون} الْأَنْبِيَاء ٢٣ فَلَمَّا اسْتشْهد عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بعد ذَلِك قَامَ الْحسن بن عَليّ بعده وَقد سبق فِي خِلَافَته تَفْصِيل ذَلِك وَذكر صلحه مَعَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَلَمَّا سم وَمَات رَضِي الله عَنهُ قَامَ أَخُوهُ الْحُسَيْن بن عَليّ تالياً {وَمَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَدَ جَعلَنا لوَلِيِّه سلطنا} الْإِسْرَاء ٣٣ الْآيَة وَكَانَ قِيَامه زمن يزِيد بن مُعَاوِيَة فَقتل ب كربلاء عطشاناً سير عَلَيْهِ عبيد الله بن زِيَاد سَرِيَّة عَلَيْهَا عمر بن سعد بن أبي وَقاص وَكَانَ من أمره مَا شرح فِيمَا تقدم مِمَّا يجرح الْقُلُوب وَيجْرِي الْغُرُوب

<<  <  ج: ص:  >  >>