سَائِلكُمْ كَيفَ خلفتموني فِي كِتَابه وَأهل بَيْتِي وَأخرج مُحَمَّد بن جَعْفَر الرزاز عَن أم سَلمَة أَلا إِنِّي مخلف فِيكُم كتاب رَبِّي عز وَجل وعترتي أهل بَيْتِي ثمَّ أَخذ بيد عَليّ فَرَفعهَا فَقَالَ هَذَا عَليّ مَعَ الْقُرْآن وَالْقُرْآن مَعَ عَليّ لَا يفترقان حَتَّى يردا على الْحَوْض فاسألهما مَا خلفت فيهمَا وَأخرج أَبُو سعد والملا فِي سيرته حَدِيث
اسْتَوْصُوا بِأَهْل بَيْتِي خيرا فَإِنِّي أخاصمكم عَنْهُم غَدا وَمن أكن خَصمه أخصمه وَمن أخصمه دخل النَّار قَالَ فِي جَوَاهِر الْعقْدَيْنِ وَلما كَانَ كل من الْقُرْآن الْعَظِيم والعترة الطاهرة معدناً للعلوم الدِّينِيَّة والأسرار وَالْحكم النفيسة الشَّرْعِيَّة وكنوز دقائقها واستخراج حقائقها أطلق عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَلَيْهِمَا الثقلَيْن ويرشد لذَلِك حثه على الِاقْتِدَاء والتمسك والتعلم من أهل بَيته وَلَا شكّ أَن الَّذين وَقع الْحَث على التَّمَسُّك بهم من أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ والعترة الطاهرة هم الْعلمَاء بِكِتَاب الله إِذا لَا يحث عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بالتمسك بغيرهم وهم الَّذين لَا يَقع بَينهم وَبَين الْكتاب اقتراب وَلِهَذَا قَالَ لَا تقدموها فَتَهْلكُوا وَلَا تقصرُوا عَنْهَا فَتَهْلكُوا وَقَالَ فِي طَرِيق آخر فِي عترته فَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَهْلكُوا وَلَا تعلموهم فهم أعلم مِنْكُم فاختصوا بمزيد الْحَث عَن غَيرهم من الْعلمَاء لما تضمنته الْأَحَادِيث فِي ذَلِك وَلِحَدِيث أَحْمد ذكر عِنْد النبى
قَضَاء قضى بِهِ على فأعجب النَّبِي
وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي جعل فِينَا الْحِكْمَة أهل الْبَيْت وكل هَذَا يفهم وجوب من يكون أَهلا للتمسك بِهِ من أهل الْبَيْت والعترة الطاهرة فِي كل زمَان وجدوا فِيهِ إِلَى قيام السَّاعَة حَتَّى يتوجهَ الْحَث الْمَذْكُور على التَّمَسُّك بِهِ