للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَن يصلب جثة زيد بالكناسة وَنصر بن خُزَيْمَة وَمُعَاوِيَة بن إِسْحَاق ويحرسهم وَاسْتمرّ نَحوا من سنتَيْن أَو أَربع مصلوباً وَيذكر أَن العنكبوت نسجت على عَورَة زيد رضى الله تَعَالَى عَنهُ فَلَمَّا ولي الْوَلِيد أَمر بإحراقهم فأننا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون قلت كَانَ يُوسُف بن عمر هَذَا مُتَوَلِّي العراقين لهشام بن عبد الْملك ومروان وَهُوَ الْآمِر للْحكم بن الصَّلْت أَن يصلب جثة زيد بالكناسة مذموماً فِي عمله مخدوشاً فِي عقله متنطعا فِي حمقه حدث عَنهُ المداثنى قَالَ وزن يُوسُف بن عمر درهما فنقص حَبَّة فَكتب إِلَى صَاحب دَار الضَّرْب بالعراق فَضرب ألف سَوط وخطب فِي مَسْجِد الْكُوفَة فَتكلم إِنْسَان مَجْنُون فَقَالَ يَا أهل الْكُوفَة ألم أنهكم أَن تدخل مجانينكم الْمَسْجِد اضربوا عُنُقه فَضربت وتخلف عَنهُ يَوْمًا كَاتبه فَقَالَ لَهُ مَا حَبسك فَقَالَ اشتكيت ضرسي فَقَالَ تشتكى ضرسك وتعقد عَن الدِّيوَان فَدَعَا بالحجام وَأمره بقلع ضرسين من أَضْرَاسه وَعنهُ أَيْضا قَالَ حَدَّثَنى رَضِيع ليوسف بن عمر من بني عبس قَالَ كنت لَا أحجب عَنهُ وَلَا عَن حريمه فَدَعَا ذَات يَوْم بجوار لَهُ ثَلَاث ودعا بخصي لَهُ أسود يُقَال لَهُ خديج فَقرب إِلَيْهِ وَاحِدَة فَقَالَ لَهَا إِنِّي أُرِيد الشخوص فأخلفك أم أشخصك معي فَقَالَت صُحْبَة الْأَمِير أحب إِلَيّ وَلَكِن أَحسب أَن مقَامي وتخلفي أعفى عَلَيْهِ وأخف فَقَالَ أَحْبَبْت التَّخَلُّف للفجور اضربها يَا خديج فضربها حَتَّى أوجعها ثمَّ أمره بِأَن يَأْتِيهِ بِالْأُخْرَى فَقَالَ لَهَا إِنِّي أُرِيد الشخوص مثل قَوْله للاولى فَقَالَت وَقد رَأَتْ مَا لقِيت صاحبتها الْمُتَقَدّمَة مَا أعدل بِصُحْبَة الْأَمِير شَيْئا بل يخرجني مَعَه فَقَالَ أَحْبَبْت الْجِمَاع مَا تريدين أَن يفوتك اضربها يَا خديج فضربها حَتَّى أوجعها ثمَّ أمره أَن يَأْتِيهِ بالثالثة وَقد رَأَتْ مَا وَقع لأولتيها فَقَالَ لَهَا كَمَا قَالَ لَهما فَقَالَت الْأَمِير أعلم لينْظر أخف الْأَمريْنِ عَلَيْهِ فليفعله فَقَالَ لَهَا اخْتَارِي لنَفسك فَقَالَت مَا عِنْدِي لهَذَا اخْتِيَار فليختر الْأَمِير فَقَالَ هَل فرغت أَنا الْآن من كل عَمَلي وَلم يبْق عَليّ إِلَّا أَن أخْتَار لَك أوجعها يَا خديج ضربا فَقَالَ الرجل فَكَأَنَّمَا هُوَ يضربني فِي الثَّلَاث من شدَّة غيظي عَلَيْهِ وعَلى آمره فَوَلَّتْ الْجَارِيَة وتبعها الْخصي فَلَمَّا بَعدت قَالَت الْخيرَة وَالله فِي فراقك لَا تقر عين أحد بصحبتك فَلم يفهم

<<  <  ج: ص:  >  >>