يُوسُف كَلَامهَا فَقَالَ مَا تَقول يَا خديج قَالَ قَالَت كَذَا وَكَذَا قَالَ يَابْنَ الخبيثة من أَمرك أَن تُخبرنِي يَا غُلَام خُذ السَّوْط من يَده فَارْجِع بِهِ رَأسه فَمَا زَالَ يضْربهُ حَتَّى اشتفيت مِنْهُ كَذَا فِي المحاسن والمساوى للبيهقي قلت فَانْظُر إِلَى هَؤُلَاءِ المتخلفين وَإِلَى من يولونه تَجِد الوصلة بَينهمَا قريبَة غير غَرِيبَة واستجار يحيى بن زيد بِعَبْد الْملك بن بشر بن مَرْوَان فَأَجَازَهُ حَتَّى سكن الطّلب ثمَّ سَار إِلَى خُرَاسَان فِي نفر من الزيدية فَقَامَ بالدعوة كَمَا سَيذكرُ كَانَ قَتله فِي شهر شعْبَان سنة ١٢١ إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وَقتل فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عمره ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ سنة ثمَّ قَامَ بالدعوة ابْنه الإِمَام يحيى بن زيد بن عَليّ زين العابدين بن عَليّ بن أبي طَالب وَذَلِكَ فِي أَيَّام الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك بخراسان ثمَّ انْتقل إِلَى بيهق وَأظْهر دَعوته هُنَاكَ فقصدته جنود الْوَلِيد فَقَاتلهُمْ فضعف عَن الْمُقَاتلَة فَتوجه إِلَى جوزجان وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الْجنُود فَقَاتلُوا فَأَصَابَهُ سهم آخر نَهَار الْجُمُعَة من شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة فحز رَأسه وَحمل إِلَى الْوَلِيد ابْن يزِيد وصلبت جثته على جذع عِنْد بَاب جوزجان وَبَقِي مصلوباً إِلَى أَن ظهر أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي صَاحب دَعْوَة العباسيين فأنزله من الْجذع وَصلى عَلَيْهِ وعمره ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة فَهَؤُلَاءِ فِي دولة بني أُميَّة وَأما فِي دولة العباسيين فَكَانَ زمَان عبيد الله السفاح أول من ولي مِنْهُم زمَان صلح وسداد وبرمنه بهم مَا ظهر فِي زَمَانه أحد وَلَا دَعَا دَاع وَكَانُوا شَيْئا وَاحِدًا على مَا تَقْتَضِيه الْقَرَابَة واللحمة فَلَمَّا مَاتَ السفاح وَولي أَخُوهُ الْمَنْصُور عبد الله الدوانيقي قَامَ بالدعوه مُحَمَّد الملقب بِالنَّفسِ الزكية بن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط بن عَليّ بن أبي طَالب وَسبب ذَلِك أَنه لما صَار أَمر بني أُميَّة إِلَى الِاخْتِلَاف واضطرب أَمر مَرْوَان بن مِحمد اجْتمع أهل الْبَيْت بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَتَشَاوَرُوا فِيمَن يعقدون لَهُ الْخلَافَة فاتفقوا على مُحَمَّد النَّفس الزكية بن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن