السبط وَبَايَعُوهُ سرا وَسلم لَهُ جَمِيعهم وَيُقَال إِنَّه حضر هَذِه الْبيعَة أَبُو جَعْفَر عبد الله الْمَنْصُور وَبَايع فِيمَن بَايع لَهُ من أهل الْبَيْت وَأَجْمعُوا على ذَلِك لتقدمه فيهم بِمَا علمُوا لَهُ من الْفضل عَلَيْهِم وَلِهَذَا كَانَ مَالك وَأَبُو حنيفَة رحمهمَا الله تَعَالَى يجنحان إِلَيْهِ حِين خرج من الْحجاز ويريان إِمَامَته أصح من إِمَامَة أبي جَعْفَر لانعقاد هَذِه الْبيعَة من قبل وَرُبمَا صَار إِلَيْهِ الْأَمر عِنْد الشِّيعَة بانتقال الْوَصِيَّة إِلَيْهِ من زيد بن عَليّ وَكَانَ أَبُو حنيفَة يَقُول بفضله ويجنح إِلَى حَقه فتأدت إِلَيْهِمَا المحنة بِسَبَب ذَلِك أَيَّام أبي جَعْفَر الْمَنْصُور حَتَّى ضرب مَالك على الْفتيا فِي طَلَاق الْمُكْره وَحبس أَبُو حنيفَة على الْقَضَاء وَلما حج الْمَنْصُور أَيَّام أَخِيه السفاح سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ تغيب عَنهُ مُحَمَّد هَذَا وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم وَلم يحضرا عِنْده مَعَ بني هِشَام فَسَأَلَ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ زِيَاد بن عبيد الله الْحَارِثِيّ أَنا آتِيك بهما وَكَانَ مَعَه بِمَكَّة فَرده الْمَنْصُور إِلَى الْمَدِينَة وَلما صَارَت الْخلَافَة إِلَى أبي جَعْفَر الْمَنْصُور سعى عِنْده ببني حسن وَأَن مُحَمَّد ابْن عبد الله يروم الْخُرُوج وَأَن دعاته ظَهَرُوا بخراسان فَطَفِقَ يسْأَل عَن مُحَمَّد وَيخْتَص بني هَاشم بالسؤال سرا فكلهم يَقُول إِنَّك ظَهرت على طلبه بِهَذَا الْأَمر فخافك وَيحسن الْعذر عَنهُ إِلَّا الْحسن بن زيد بن الْحسن بن عَليّ فَإِنَّهُ قَالَ وَالله مَا آمن وثوبه عَلَيْك فَإِنَّهُ لَا ينَام عَنْك فَكَانَ مُوسَى الجون بن عبد الله الْمَحْض يَقُول بعد هَذِه اللَّهُمَّ اطلب الْحسن بن زيد بدمائنا ثمَّ إِن الْمَنْصُور حج سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة وألح على عبد الله بن حسن فِي إِحْضَار ابْنه مُحَمَّد فَاسْتَشَارَ عبد الله بن سُلَيْمَان بن عَليّ فِي إِحْضَاره فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان لَو كَانَ عافياً لعفا عَن عَمه فاستمر عبد الله على الكتمان ثمَّ اسْتعْمل الْمَنْصُور على الْمَدِينَة ريَاح بن عُثْمَان المري فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين فَقدم الْمَدِينَة وتهدد عبد الله الْمَحْض فِي إِحْضَار ابنيه مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم فَقَالَ لَهُ عبد الله إِنَّك لأزرق قيس الْمَذْبُوح فِيهَا كَمَا تذبح الشَّاة فاستشعر ذَلِك ووجم فَقَالَ لَهُ حَاجِبه أَبُو البخْترِي إِن هَذَا مَا اطلع على الْغَيْب فَقَالَ لَهُ وَالله مَا قَالَ هَذَا إِلَّا مَا سمع فَكَانَ كَذَلِك كَمَا سَيذكرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute