وَإِسْحَاق وَإِسْمَاعِيل ابْنا إِبْرَاهِيم بن حسن وجعفر بن حسن ثمَّ إِن الْمَنْصُور أرجع رياحاً إِلَى الْمَدِينَة وَأمره بإمعان الطّلب لمُحَمد فوصلها وألح فِي طلب مُحَمَّد وَهُوَ مختف ينْتَقل فِي اختفائه من مَكَان إِلَى مَكَان وَقد أرهقه الطّلب حَتَّى تدلى فِي بِئْر وانغمس فِي مَائِهَا وَحَتَّى سقط ابْنه من جبل فتقطع وَدلّ عَلَيْهِ ريَاح بِالْمَدِينَةِ فَركب فِي طلبه فاختفى عَنهُ وَلم يره وَلما اشْتَدَّ الطّلب عَلَيْهِ أجمع على الْخُرُوج وأغراه أَصْحَابه بذلك وَجَاء الْخَبَر إِلَى ريَاح بِأَنَّهُ اللَّيْلَة خَارج وَحضر الْعَبَّاس بن عبد الله بن الْحَارِث بن الْعَبَّاس وَمُحَمّد بن عمرَان بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد قَاضِي الْمَدِينَة وَغَيرهمَا وَقَالَ لَهُم أَمِير الْمُؤمنِينَ يطْلب مُحَمَّدًا شَرق الأَرْض وغربها وَهُوَ بَين أظْهركُم وَالله لَئِن خرج ليقتلنكم أَجْمَعِينَ فَأمر القَاضِي بإحضار عشيرته بني زهرَة فَجَاءُوا فِي جمع كثير وأجلسهم بِالْبَابِ ثمَّ أحضر نَفرا من العلويين فيهم جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وحسين بن عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ وَحسن بن عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ ورجالاً من قُرَيْش وبينما هم عِنْده سمعُوا التَّكْبِير وَقيل خرج مُحَمَّد فَقَالَ ابْن مُسلم بن عقبَة لرياح بن عُثْمَان أطعني وَاضْرِبْ أَعْنَاق هَؤُلَاءِ العلويين فَأبى فَأقبل مُحَمَّد النَّفس الزكية فِي مائَة وَخمسين رجلا وقصدوا السجْن وَأخرج مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي وَابْن أَخِيه وَمن كَانَ مَعَهُمَا مَحْبُوسًا بالظلم وأتى دَار الْإِمَارَة وَهُوَ يُنَادي بالكف عَن الْقَتْل فَدَخَلُوا من بَاب الْمَقْصُورَة وقبضوا على ريَاح بن عُثْمَان عَامل الْمَدِينَة وأخيه عَبَّاس وَابْن مُسلم بن عقبَة وحبسهم ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد فَخَطب النَّاس وَذكر الْمَنْصُور بِمَا نقمه عَلَيْهِ ووعد النَّاس واستنصرهم وَاسْتعْمل على الْمَدِينَة عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَالِد بن الزبير وَعلي قَضَائهَا عبد الْملك بن عبد الْمطلب بن عبد الله المَخْزُومِي وَلم يتَخَلَّف عَن مُحَمَّد ابْن الْمَحْض من وُجُوه النَّاس إِلَّا نفر قَلِيل مِنْهُم خبيب بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير واستفتى أهل الْمَدِينَة مَالِكًا فِي الْخُرُوج مَعَ مُحَمَّد وَقَالُوا فِي أعناقنا بيعَة الْمَنْصُور فَقَالَ الإِمَام مَالك إِنَّمَا بايعتم مكرهين فَتسَارع النَّاس إِلَى مُحَمَّد وَلزِمَ