للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَحج بِالنَّاسِ دَلِيلا سِنِين مُتعَدِّدَة ثمَّ توَافق مَعَ جمَاعَة من أَوْلَاد رُؤَسَاء الْيمن نَحْو السِّتين وَخَرجُوا إِلَى رَأس جبل منيع بِالْيمن فَحَاصَرَهُمْ الْجند فِي عشْرين ألف مقَاتل فَلم يقدروا عَلَيْهِم ثمَّ استفحل أمره وَبنى بِرَأْس ذَلِك الْجَبَل حصناً منيعاً ثمَّ تدلى فَأخذ الْبِلَاد بَلَدا بَلَدا حَتَّى استحوذ على الْيمن كلهَا وخطب بِنَفسِهِ ودعا للخليفة الْمُسْتَنْصر العبيدي وَاسْتمرّ كَذَلِك نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة فَلَمَّا كَانَت سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة كَذَا قَالَه ابْن السُّبْكِيّ وَقَالَ ابْن خلدون سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة خرج فِي طَائِفَة من الْجَيْش يُرِيد الْحَج فَلَمَّا كَانَ بالمهجم اعْتَرَضَهُ سعيد بن نجاح الْأَحْوَال صَاحب التهائم وَكَانَ الصليحي قد وتره فِي أول دولته فاعترضه سعيد هَذَا وَأَخُوهُ حناش فِي سبعين رجلا مَعَ كل رجل مِنْهُم جَرِيدَة فِي رَأسهَا مِسْمَار فَنَذر بهم الصليحي فَأرْسل سَرِيَّة فِي ألفي مقَاتل ليردوهم فَاخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيق فخلص إِلَيْهِ سعيد وَأَخُوهُ فِي أصحابهما وَهُوَ على غرَّة فوصلوا إِلَيْهِ وقتلوه بِسَيْفِهِ وَقتلُوا جَمِيع أَقَاربه وَكَانُوا نَحْو مائَة وَسِتِّينَ ومالوا على بَقِيَّة الْعَسْكَر فَقتلُوا وأسروا وَرَجَعُوا إِلَى الْيمن فملكوه مَعَ بِلَاد تهَامَة وَهَذَا أَمر لم يتَّفق مثله أَلا نَادرا وَكَانَ مَقْتَله عِنْد قَرْيَة يُقَال لَهَا الرهيم وبئر أم معبد وَلَيْسَت بِأم معبد السعدية قلت وَمن شعر الصليحي بيتان فِي حفظي هما // (من الْكَامِل) //

(أَنْكَحْتُ بِيضَ الِهْندِ سُمْر رِقَابِهمْ ... فَرُءُسُهُمْ دُونَ النِّثَارِ نِثَارُ)

(وكَذَا العُلَا لَا يُسْتَبَاح نِكَاحُهَا ... إِلَاّ بِحَيْثُ تُطَلَّقُ الأَعْمَارُ)

وَلما رَجَعَ سعيد بن نجاح بِرَأْس الصليحي مَنْصُوبًا فَوق المظلة الَّتِي كَانَت يظلل بهَا فَوْقه إِذا ركب فِي جنده قَالَ فِي ذَلِك أَبُو بكر العثماني // (من الْكَامِل) //

(بَكَرَتْ مِظَلَّتُهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَرُحْ ... إلَاّ عَلَى الملكِ الأَجَلِّ سَعِيدِهَا)

(مَا كَانَ أَقْبَحَ وَجْهَهُ فِي ظِلِّها ... مَا كَانَ أحسَنَ رأْسَهُ فِي عُودِهَا)

رَجَعَ وَلما عَاد مُحَمَّد بن جَعْفَر إِلَى مَكَّة بعد خُرُوجه مِنْهَا جمع أنجاداً من الأتراك فزحف بهم إِلَى الْمَدِينَة فَأخْرج مِنْهَا بني الْحُسَيْن وَجمع بَين الْحَرَمَيْنِ ثمَّ مَاتَ الْقَائِم العباسي وَانْقطع مَا كَانَ يصل إِلَيْهِ مِنْهُ فَقطع مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخطْبَة للعباسيين ثمَّ جَاءَ الزَّيْنَبِي من قَابل بالأموال فَأَعَادَهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>