للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ بعث الْمُقْتَدِي سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة منبراً إِلَى مَكَّة استجيد خشبه وَنقش عَلَيْهِ بِالذَّهَب اسْمه وَبعث على الْحَاج ختلغ التركي وَهُوَ أول تركي تَأمر على الْحَج وَكَانَ والياً على الْكُوفَة وقهر الْعَرَب من بني خفاجة فَبَعثه المقتدى أَمِيرا على الْحَاج فَوَقَعت الْفِتْنَة بَين الْعَسْكَر الْعِرَاقِيّ والمصري فَكسر الْمِنْبَر وأحرق ثمَّ عاود الْفِتْنَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَقطعت الْخطْبَة عَن الْمُسْتَنْصر العبيدي وأعيدت للمقتدي العباسي واتصلت إِمَارَة ختلغ على الْحَاج وَبعده خمارتكين إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان ملك شاه ووزيره نظام الْملك فَانْقَطَعت الْخطْبَة للعباسيين وَبَطل الْحَاج من الْعرَاق لاخْتِلَاف مُلُوك السلجوقية وتغلب الْعَرَب وَمَات الْمُقْتَدِي العباسي خَليفَة بَغْدَاد وبويع ابْنه المستظهر وَمَات الْمُسْتَنْصر العبيدي خَليفَة مصر وبويع ابْنه المستعلي وخطب لَهُ بِمَكَّة وَاسْتمرّ هَذَا مُحَمَّد بن جَعْفَر مُتَوَلِّيًا على مَكَّة إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ أول من أعَاد الْخطْبَة العباسية بِمَكَّة بعد أَن قطعت نَحْو مائتى سنة بِسَبَب اسْتِيلَاء العبيديين على مصر والحرمين وَذكر ابْن خلدون أَن مُدَّة إمارته على مَكَّة ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة أَلا أَنه خرج مِنْهَا هَارِبا من التركمان الَّذين استولوا عَلَيْهَا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن الْأَثِير قَالَ الْعَلامَة الفاسي وَهُوَ أول من أعَاد الْخطْبَة العباسية ونال بِسَبَب ذَلِك مَالا عَظِيما من السُّلْطَان ألب أرسلان السلجوقي فَإِنَّهُ خطب لَهُ بعد الْقَائِم العباسي ثمَّ كَانَ يخْطب لِابْنِ ابْنه عبد الله الملقب الْمُقْتَدِي العباسي حينا وحيناً للمستنصر العبيدي صَاحب مصر يقدم فِي ذَلِك من تكون صلته أعظم وَلَعَلَّ ذَلِك بِسَبَب إرْسَال التركمان إِلَيْهِ ثمَّ ولى بعده ابْنه الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي هَاشم فَكثر اضطرابه ومهد بَنو زيد أَصْحَاب الْحلَّة طَرِيق الْحَاج من الْعرَاق فاتصل حجهم وَحج سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة نظر الْخَادِم من قبل المسترشد العباسي بركب الْعرَاق وأوصل الْخلْع وَالْأَمْوَال إِلَى مَكَّة وَأمن الِاضْطِرَاب الَّذِي وَقع فِي ولَايَته اسْتِيلَاء أصبهبذ بن سارتكين على مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ فهرب مِنْهَا قَاسم بن مُحَمَّد الْمَذْكُور وَأقَام أصبهبذ بهَا إِلَى شَوَّال فَجمع قَاسم عسكراً وكبسوا

<<  <  ج: ص:  >  >>