للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَاحب مصر فَلَمَّا علم بذلك الْكَامِل جهز عسكراً فِي شَوَّال سَبْعمِائة فَارس فَلَمَّا أَن وصل الْحَاج واتضح أَمر الْعَسْكَر خرج الشريف رَاجِح من مَكَّة فَدَخلَهَا الْعَسْكَر الْمصْرِيّ من غير محاربة وطيبوا قُلُوب أَهلهَا وَعدلُوا فيهم وأحسنوا وَحج بِالنَّاسِ أَمِير يُسمى الزَّاهِد وَترك فِي مَكَّة أَمِيرا يُقَال لَهُ ابْن مجلي فِي خمسين فَارِسًا أَقَامَ بِمَكَّة فَعدل وَأحسن السِّيرَة وَفِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ جهز الْملك الْمَنْصُور صَاحب الْيمن إِلَى السَّيِّد رَاجِح عسكراً جراراً وخزانة عَظِيمَة فَنَهَضَ رَاجِح وَمن مَعَه من الْعَسْكَر ودخلوا مَكَّة وأخرجوا ابْن مجلي وَمن مَعَه فَلَمَّا أَن وصل الْحَاج سمع الشريف راحج أَن الْملك الْكَامِل حَاج على النجب لوعد بَينه وَبَين الْخَلِيفَة العباسي فَخرج رَاجِح من مَكَّة فَتغير عَلَيْهِ خاطر الْملك الْمَنْصُور فَلَمَّا رَجَعَ الْملك الْكَامِل عَاد رَاجِح إِلَى مَكَّة وَكَانَ بهَا غلاء عَظِيم سموهُ غلاء ابْن مجلي وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وصل من صَاحب مصر عَسْكَر ألف فَارس فَخرج الشريف رَاجِح إِلَى الْيمن فجهزه الْملك الْمَنْصُور بخزانة وعسكر أَيْضا وَأرْسل قناديل ذهب وَفِضة لتَعلق فِي جَوف الْكَعْبَة فَلم يقدر رَاجِح وَمن مَعَه لمقاومة الْعَسْكَر الْمصْرِيّ فَلم يدْخل فَلَمَّا سمع بهم الْعَسْكَر الْمصْرِيّ خَرجُوا إِلَيْهِم من مَكَّة فَالْتَقوا بِمحل يُقَال لَهُ الْخلف والخليف فانهزمت الْأَعْرَاب أَصْحَاب رَاجِح وَأسر أَمِير عسكره ابْن عَبْدَانِ فقيد وَأرْسل بِهِ إِلَى مصر وَفِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة خرج السُّلْطَان نور الدّين عَليّ بن رَسُول من الْيمن قَاصِدا مَكَّة فِي ألف فَارس وَأرْسل للجند الَّذين بِمَكَّة أَن كل من جَاءَ إِلَيْهِ يُعْطِيهِ ألف دِينَار وحصاناً وَكِسْوَة فَمَال إِلَيْهِ كثير من الْجند وآثروه على مَوْلَاهُم ووفي لَهُم بِمَا وعدهم وَأرْسل إِلَى الشريف رَاجِح فَتَلقاهُ من أثْنَاء الطَّرِيق فقدمه صُحْبَة ثَلَاثمِائَة فَارس من أهل النجدة من عسكره وَأَعْطَاهُ النقارات والكئوسات وَتقدم إِلَى مَكَّة فَلَمَّا تحققت عَسَاكِر مصر وُصُول السُّلْطَان أحرقوا مَا كَانَ عِنْدهم من الأثقال والأقوات وَخَرجُوا من مَكَّة فَأرْسل الشريف رَاجِح يبشر السُّلْطَان نور الدّين بِمَا وَقع فَأحْرم بِعُمْرَة وَدخل مَكَّة فِي رَجَب وَتصدق على أهل مَكَّة بأموال جزيلة

<<  <  ج: ص:  >  >>