للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ذَلِك الْعَام مَاتَ الْكَامِل صَاحب مصر فخطبوا للْملك الْمَنْصُور ابْن الْملك المسعود صَاحب الْيمن وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أرسل صَاحب مصر الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب ابْن الْملك الْكَامِل إِلَى مَكَّة ألف فَارس عَلَيْهِم الشريف شيحة بن قَاسم الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَلَمَّا سمع بهم رَاجِح وَمن مَعَه من عَسَاكِر الْملك الْمَنْصُور فروا إِلَى الْيمن وأخلوا مَكَّة فَدَخلَهَا شيحة وملكها ونهبها فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْمَنْصُور صَاحب الْيمن جهز السَّيِّد راجحاً بعسكر مَعَه إِلَى مَكَّة فَلَمَّا أحس بهم الْحُسَيْنِي فر هَارِبا من مَكَّة وأخلاها وَفِي موسم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة دخل من صَاحب مصر عَسْكَر إِلَى مَكَّة فَلَمَّا بلغ صَاحب الْيمن تجهز وَخرج إِلَى مَكَّة بِجَيْش كثيف فهرب المصريون وأحرقوا دَار السلطنة بِمَكَّة فَدخل السُّلْطَان نور الدّين عَليّ بن رَسُول الغساني وَصَامَ رَمَضَان وَأقَام بهَا وأبطل المكوس والجبايات والمظالم وَكتب ذَلِك فِي رخامة مربعة جعلت قبالة الْحجر الْأسود فِي حَائِط زَمْزَم وَأرْسل يطْلب أَبَا سعيد الْحسن بن عَليّ بن قَتَادَة من يَنْبع فَلَمَّا أَتَاهُ أكْرمه وأنعم عَلَيْهِ فاستخدمه على مَكَّة وَاشْترى مِنْهُ قلعة الينبع وَأمر بخرابها لأجل أهل مصر وَأبقى عِنْده مَمْلُوكه ابْن فَيْرُوز والأمير فَخر الدّين بن السِّلَاح فَأَقَامَ ابْن السِّلَاح أَمِيرا سبع سِنِين فولى بعده الْأَمِير ابْن الْمسيب سنة خمس وَأَرْبَعين وَفِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ولي مَكَّة الشريف أَبُو سعد الْحسن بن عَليّ بن قَتَادَة وَذَلِكَ أَن الْملك الْمَنْصُور قبل ذَلِك لما دخل مَكَّة أَقَامَ أَبَا سعد هَذَا بوادي مر ليساعد عسكره الَّذين أَقَامُوا بِمَكَّة فَحسن مَشَايِخ الْعَرَب من زبيد وَغَيرهم لأبي سعد الْحسن بن عَليّ بن قتاده أَخذ مَكَّة والاستيلاء عَلَيْهَا والفتك بِمن فِيهَا من الْعَسْكَر اليمني وهونوا عَلَيْهِ أَمرهم وَكَانُوا فرْقَتَيْن فرقة تخرج إِلَى أَعلَى المعلاة والفرقة الْأُخْرَى تخرج إِلَى أَسْفَلهَا هَكَذَا كل يَوْم فَحمل أَبُو سعد على إِحْدَى الْفرْقَتَيْنِ فَكَسرهَا فضعفت الْأُخْرَى فَقبض على ابْن الْمسيب وَأخذ خيله وعدده ومماليكه وَاسْتولى على مَكَّة وأحضر الْأَعْيَان من أَهلهَا وَقَالَ مَا لَزِمته أَلا لتحققي خِلَافه وَنِيَّته الْخُرُوج على الْملك الْمَنْصُور صَاحب الْيمن والذهاب بِهَذَا المَال إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>