للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إِن هَذَا أمْرٌ فظيعٌ شنيعٌ ... منكَرُ الشانِ يدهشُ الأبصارا)

(قد تركْنَا لأجلِهِ واجباتٍ ... ورفضْنَا المبيتَ والإعتمارا)

(وخشينا من اليزيديِّ قتلا ... فركبْنَا من خوفِهِ الأخطارا)

(تَرَكَ الناسُ فى منى نُسُكَ الحَجْجِ ... وخلَّوْا مبيتَهَا والجِمَارا)

(واعتراهُمْ من اليزيديِّ مَا لم ... يألفُوهُ وأُحْصِروا إحصارا)

(وَغدا الناسُ بَين قتلٍ ونهبٍ ... وَأُمُور تحيِّرُ الأفكارا)

(صَار فِيهَا العزيزُ عبدا ذليلاً ... والأرقَّاءُ أصبَحَتْ أحرارا)

(صَرَفَتْ نحوهم صروفُ الليالِي ... وجهَهَا بعد كَانَ فِيهِ استتارا)

(ورمتهم عَن قوسها بسهامٍ ... أثَّرتْ فِي القلوبِ منا انكْسارا)

(فتنةٌ أُحْدِثَتْ بأشرفِ أرضِ الله ... لَا ترتضَى بأرضِ النَّصَارَى)

(كَبَّرَ الناسُ عِنْدَمَا عاينوها ... وبحارُ الدِّما غدَتْ تَيَّارا)

(أظلم الكونُ والكواكبُ غارَتْ ... واقشعرَّتْ جلودنا اقشعرارا)

(إِن هَذَا ظلمٌ وجَوْرٌ عظيمٌ ... قاتلَ الله مَنْ عَنِ الحقِّ جارا)

(ورماه بأَسْهُمٍ صائباتٍ ... مِنْ يَد المصطفَى تريه الصَّغَارَا)

(وذُهِلْنَا من المصيبةِ حتَّى ... أذْهَب الخوفُ عقلنا والوَقَارَا)

(فتراهم بعد الأمانِ مِنَ الخَوْفِ ... سكارَى وَمَا هُمُ بسُكَارى)

(يَابْنَ عثمانَ أنْتَ عمرْتَ بالعدلِ ... الأقاليمَ بَرَّها والبِحَارا)

(أنتَ طهَّرْتَ سَائِر الأرضِ ممَّنْ ... قد تعدَّوْا واستكبروا استكْبَارا)

(أنتَ كهْفٌ للمسلمينَ حريزٌ ... وملاذٌ لمنْ يخافُ ضِرَارا)

(أنْتَ للحقِّ ناصرٌ ومعينٌ ... لكَ سيفٌ قد دمرَّ الأغيارا)

(أنتَ مَنْ أمَّ بابَ عدلك يحظَى ... بمناه ويبلُغُ الأوطارا)

(كيفَ ترضَى أَن اليزيديَّ يَأْتِي ... حَرَمَ اللهِ مُفْسِدا كَفَّارا)

(سوفَ تَأتيه غيرةٌ منكَ حَتَّى ... يتمنَّى أَن لم يُثِرْ مَا أثارا)

(فأغِثْ عِتْرةَ النبيِّ وبادرْ ... وزدِ الظالمينَ مِنْك خَسَارا)

(وأرِحْهُمْ من اليزيديِّ واجعلْ ... دَاره بالخرابِ أَرْضًا دمَارا)

(وارحمِ الناسَ إِنَّهُم قد أذيقوا ... مِنْ أَذَاهُ مَا لم تذقه الأسارَى)

<<  <  ج: ص:  >  >>