(حِمَى الضَّيْم إِن ياطا مواطئ خَيْلهم ... من الأرضِ فاستوبى لَهُم قَالَةَ القالِ)
(فَمَا خِيطَتِ الأجفانُ منهُمْ عَلَى القذا ... وَلم يشْربُوا الترنيقَ من وِرْدِ أوشالِ)
(وَلم يبرحُوا فِي ثَبْتِ طَولٍ ومنعةٍ ... بأمرإِ عيشٍ فِي محلٍّ وترحالِ)
(فأولاه ملك الرومِ مُلْكَ جدودِهِ ... وَقمَّصَهُ للعزِّ أَشْرَف سربالِ)
(أصابَ بِهِ المغزَى كَمَا وَضَعَ الهنا ... على النقْبِ من جربائة الهانئ الطالِى)
(فَعبر عَنْ أسمائِهِ كُلُّ منبرٍ ... وأفصَحَ عَن آلائِهِ كُلُّ ذِي قَالَ)
(ليهنِكَ بلْ يهنى الخلافَةَ أَنَّهَا ... أَوَتْ مِنْك للبرِّ الرضى الْحَائِط الكالي)
(فَلَا نعمةٌ إِلَّا وأنْتَ وليُّهَا ... ومَكْرُمَةٌ إِلَّا وأنْتَ لَهَا وَالِي)
(فَللَّه حمْدٌ يملأُ اللوْحَ دائمٌ ... وشكْرٌ لَهُ فِي بَدْءِ نعماه والتالي)
(أُحِبُّكُمُ حُبَّيْن حبَّ فريضةٍ ... بِهِ ألزمَ الله الورَى أمرَهُ العالي)
(وحُبُّ صفاتٍ أنتَ مفردُ جمعهَا ... غدوْتُ بهَا فى حُبِّكَ المفرِطَ الغالي)
(إليكَ مِنَ الودِّ الصريحِ خَدِيمةً ... لَهَا فِي مثانِى الطِّرْسِ مِشْيَةُ مختال)
(جواهرُ أصدافٍ من الفكْرِ نضدَتْ ... فَمَا خانها سلكٌ وَلَا ريب إغلالِ)
(مخدَّرة حَرَّمْتُ رفعَ نقابها ... ففكَّرْتُ واستصْوَبْتُ بالمدحِ إحلالي)
(هَدِيَّة مَنْ يَدْعُو لمجدِكَ بالعلا ... وعيشك فِي سِتْرٍ من العزِّ ذَيَّالِ)
ثمَّ عزل فِي يَوْم دُخُوله الْمَذْكُور عَن تَدْبِير كرْسِي السياسة حاكمها الْقَائِد أَحْمد بن جَوْهَر وقلد منصبها عَبده الْقَائِد سنبل فَقَامَ بهَا أتم قيام فِي أبهى مظهر وأبهج نظام وَكَذَلِكَ فِي الْيَوْم الْمَذْكُور عزل عَن منصب الدوادرية أَحْمد بن مصطفى المولتاتي فعل متيقظ حَازِم فتي وقلد منصبها خادمه أَبَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد طَاهِر الشهير بالبربتي وَفِي يَوْم الْأَحَد رَابِع شَوَّال ادَّعَت عَسَاكِر مصر على الْقَائِد أَحْمد بن جَوْهَر سَبَبِيَّة قتل الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد أغا وَنهب بَيته فَدخل على مَوْلَانَا السَّيِّد أَحْمد ابْن السَّيِّد سعيد ابْن شنبر فَمَنعهُمْ عَنهُ وَقَالَ إِن يكن لكم عَلَيْهِ وده فعلى يَد مَوْلَانَا الشريف متع الله بحياته فَحَضَرُوا فَلم يثبت لَهُم عَلَيْهِ وَجه فخلص ثمَّ أنفذت المكاتيب إِلَى أهل الْإِدْرَاك ومشايخ العربان فأطاع كل عَاص ودان من كل قاص ودان وَبعث الْجنُود ورتبها فِي كل وجهة ومخلاف فأمنت الْبِلَاد