بِشَيْء تكرهونه فَسَارُوا وَفِي الاكتفا لأبى بكر الكلَاعِي أَنهم كَانُوا يرونه فِي كل منزل على صُورَة سراقَة لَا ينكرونه حَتَّى كَانَ يَوْم بدر والتقى الْجَمْعَانِ وَكَانَ فِي صف الْمُشْركين آخِذا بيد الْحَارِث بن هِشَام أَو بيد أَخِيه أبي جهل بن هِشَام وَرَأى الْمَلَائِكَة نزلت من السَّمَاء وَرَأى جِبْرِيل معتجرا بِبرد يمشى بَين يَدَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَبِيَدِهِ اللجام يَقُود الْفرس وَمَا ركب بعد وَعلم أَن لَا طاقةَ لَهُ بهم نكص على عَقِبَيْهِ موليا هَارِبا فَقَالَ لَهُ الْحَارِث إِلَى أَيْن أفِرَاراً من غير قتال أتخذلنا فِي هَذِه الْحَالة فَقَالَ إِنِّي أرى مَا لَا ترَوْنَ وَدفع فِي صدر الْحَارِث فَانْطَلق فَانْهَزَمَ النَّاس وَلما قدمُوا مَكَّة قَالُوا هزمَ الناسَ سراقةُ فَبلغ ذَلِك سراقَة فَقَالَ بَلغنِي أَنكُمْ تَقولُونَ إِنِّي هزمت النَّاس فوَاللَّه مَا شَعرت بمسيركم حَتَّى بلغتني هزيمتكم فَقَالُوا أما أَتَيْتنَا يَوْم كَذَا وكذ فَحلف لَهُم فَلَمَّا أَسْلمُوا علمُوا أَن ذَلِك كَانَ الشَّيْطَان وروى عَن السّديّ والكلبي أَنَّهُمَا قَالَا كَانَ الْمُشْركُونَ حِين خَرجُوا من مَكَّة أخذُوا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَقَالُوا اللَّهُمَّ انصر أهْدى الفئتين وَأَعْلَى الجندين وَأكْرم الحزبين وَأفضل الدينَيْنِ فَفِيهِ نزلت {إِن تَستَفتحوا فَقَد جَاءكمُ اَلفتح} وَكَانَ عدَّة الْمُسلمين ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر وَفِي البُخَارِيّ والكشاف ثَلَاثمِائَة وَبضْعَة عشر رجلا وَفِي الحَدِيث قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لأَصْحَابه يَوْم بدر أَنْتُم الْيَوْم كعدد الْمُرْسلين وَأَصْحَاب طالوت يَوْم عبروا النَّهر سَبْعَة وَسَبْعُونَ مِنْهُم من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute