للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى أَنه فِي اللَّيْلَة السَّابِقَة على يَوْم الْحَرْب غلب النّوم والأمنة على الْمُسلمين بِحَيْثُ لم يقدروا أَن يَكُونُوا أيقاظاً روى عَن الزبير أَنه قَالَ سلط عَليّ النّوم بِحَيْثُ كلما أردْت أَن أَجْلِس يلقيني النّوم على الأَرْض وَكَذَا كَانَ النَّبِي

وَأَصْحَابه قَالَ سعد بن أبي وَقاص رَأَيْتنِي تقع ذقني بَين ثديي فَلَمَّا أنتبه أسقط على جَنْبي وَكَانَ مشركو قُرَيْش بِقرب مِنْهُم وَقد غلبهم الْخَوْف فَبعث عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عمار بن يَاسر وَعبد الله بن مَسْعُود إِلَيْهِم فَرَجَعَا وَقَالا يَا رَسُول الله غلب على الْمُشْركين الخوفُ حَتَّى إِذا صهلت خيلهم ضربوا وجوهها من شدَّة الْخَوْف وروى أَن الْمُسلمين قَامُوا فَاحْتَلَمَ أَكْثَرهم وأجنبوا وَقد غلب الْمُشْركُونَ على المَاء فتمثل لَهُم الشَّيْطَان فوسوس إِلَيْهِم وَقَالَ كَيفَ تُنصرون وَقد غُلبتم على المَاء وَأَنْتُم تظلون محدثين مجنبين وَالْحَال أَن آيَة التَّيَمُّم لم تنزل بعد وتزعمون أَنكُمْ أَوْلِيَاء الله وَفِيكُمْ رَسُوله فأشفقوا فَأرْسل الله عَلَيْهِم السَّمَاء حَتَّى سَالَ الْوَادي فاتخذوا الْحِيَاض وَشَرِبُوا وَسقوا الركاب وَاغْتَسلُوا وَتَوَضَّئُوا وملئوا الأسقية وانطفأ الْغُبَار وتلبدت لَهُم الأَرْض حَتَّى ثبتَتْ عَلَيْهَا الْأَقْدَام وَلم يمْنَع السّير وزالت عَنْهُم الوسوسة وَطَابَتْ النُّفُوس كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِذْ يغشيكم النعاس أَمَنَة مِنْهُ} وَلما كَانَت العدوة القصوى مناخ قُرَيْش أَرضًا سهلة لينَة لم تبلغ أَن تكون رملاً وَلَيْسَ هُوَ بِتُرَاب أَصَابَهُم مَا لم يقدروا أَن يرتحلوا مَعَه فبادر عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام حَتَّى نزل على مَاء من بدر فَقَالَ لَهُ الْحباب بن الْمُنْذر يَا رَسُول الله أَهَذا منزل أنزلكه الله لَيْسَ لنا أَن نتقدمه أَو نتأخر عَنهُ أم هُوَ الرَّأْي وَالْحَرب والمكيدة فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بل هُوَ الرَّأْي وَالْحَرب والمكيدة قَالَ يَا رَسُول الله إِن هَذَا لَيْسَ بمنزل فانهض بِالنَّاسِ حَتَّى نأتي أدنى مَاء من الْقَوْم فننزله ثمَّ نغور مَا وَرَاءه من الْقلب ثمَّ نَبْنِي لَك حوضاً فنملأه مَاء ثمَّ نُقَاتِل الْقَوْم فنشرب وَلَا يشربون فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لقد أَشرت بِالرَّأْيِ فَنَهَضَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالنَّاسِ حَتَّى أَتَى أدنى مَاء من الْقَوْم فَنزل عَلَيْهِ ثمَّ أَمر بِالْقَلْبِ فغورت وَبنى حوضاً على القليب الَّذِي نزل عَلَيْهِ فملىء مَاء ثمَّ قذفوا

<<  <  ج: ص:  >  >>