(هَذَا وَبَيْضَاءَ مِثْلَ النِّهْى مُحْكَمَةً ... لُطَّتْ عَلَيَّ فَمَا تَبْدُو مَسَاوِيهَا)
(سُقْنَا كِنَانَةَ مِنْ أَطْرَافِ ذِي يَمَنٍ ... عُرْضَ الْبِلَادِ عَلَى مَا كَانَ يُزْجِيهَا)
(قالَتْ كِنَانَةُ أَنَّى تَذْهَبُونَ بِنَا؟ ... قُلْنَا النَّخِيلَ فَأَمُّوهَا وَمنْ فِيهَا)
(نَحْنُ الْفَوَارِسُ يَوَمَ الْجَرِّ مِنْ أُحُدٍ ... هَابَتْ مَعَدٌّ فَقُلْنَا نَحْنُ نَأْتِيهَا)
(هَابُوا ضِرَابًا وَطَعْنًا صَادِقًا خَذِمًا ... مِمَّا يَرَوْنَ وَقَدْ ضُمَّتْ قَوَاصِيهَا)
(ثُمَّتَ رُحْنَا كَأَنَّا عَارِضٌ بَرِدٌ ... وَقَامَ هَامُ بَنِي النَّجَّارِ يَبْكِيهَا)
(كَأَنِّ هَامَهُمُ عِنْدَ الوغى فلقٌ ... من قيض ربدٍ نفته عَن أداحيها)
(أَو حنظلٌ زعزعته الرِّيحُ فِي غُصُنٍ ... بَالٍ تَعَاوَرُهُ مِنْهَا سَوَافِيهَا)
(قَدْ نَبْذُلُ الْمَالَ سَحًّا لَا حِسَابَ لَهُ ... وَنَطْعُنُ الْخَيْلَ شَزْرًا فِي مَآقِيهَا)
(وَلَيْلَةٍ يَصْطَلِي بِالْفَرْثِ جَازِرُهَا ... يَخْتَصُّ بِالنَّقَرَى الْمُثْرِينَ دَاعِيهَا)
(وَلَيْلَةٍ مِنْ جُمَادَى ذَاتِ أَنْدِيَةٍ ... جَرْبَا جُمَادِيَّةٍ قَدْ بِتُّ أَسْرِيهَا)
(لَا يَنْبَحُ الْكَلْبُ فِيهَا غَيْرَ وَاحِدِةٍ ... مِنَ الْقَرِيسِ وَلَا تَسْرِي أَفَاعِيهَا)
(أَوْقَدْتُ فِيَها لِذِي الضَّرَّاءِ جاحمةً ... كَالْبَرْقِ ذَاكِيَةَ الأَرْكَانِ أَحْمِيهَا)
(أَوْرَثَنِي ذَاكُمُ عَمْرٌ ووَوَالِدُهُ ... مِنْ قَبْلِهِ كَانَ بِالْمَثْنَى يُغَالِهَا)
(كَانُوا يُبَارُونَ أَنْوَاءَ النَّجُومِ فَمَا ... دَنَّتْ عَنِ السُّورَةِ الْعلْيَا مَسَاعِيهَا)
فَأَجَابَهُ حسان بن ثَابت فَقَالَ // (من الْبَسِيط) //
(سُقْتُمْ كِنَانَةَ جَهْلاً مِنْ سَفَاهَتِكُمْ ... إِلَى الرَّسُولِ فَجُنْدُ الله مُخْزِيهَا)
(أَوْرَدْتُمُوهَا حِيَاضَ المَوْتِ ضَاحِيَةً ... فَالنَّارُ مَوْعِدُهَا وَالْقَتْلُ لَاقِيهَا)
(جَمَعتُمُوهُمْ أَحَابِيشًا بِلَا حَسَبٍ ... أَئِمَّةَ الْكُفْرِ غَرَّتْكُمْ طَوَاغِيهَا)
(أَلَاّ اعْتَبَرْتُمْ بِخَيْلِ الله إِذْ قَتَلَتْ ... أَهْلَ الْقَلِيبِ وَمَنْ أَلْقَيْنَهُ فِيهَا؟ !)
(كَمْ مِنْ أَسِيرٍ فَكَكْنَاهُ بِلَا ثَمَنٍ ... وَجَزِّ نَاصِيَةٍ كُنَّا مَوَالِيهَا)
قَالَ ابْن هِشَام أنشدنيها أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ لكعب بن مَالك قَالَ وَبَيت هُبَيْرَة ابْن أبي وهب وَهُوَ // (من الْبَسِيط) //