للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لدخل فِي الْمُسلمين من لَيْسَ مِنْهُم وَلم يتَمَيَّز الصَّادِق من غَيره وَلَو انكسروا دَائِما لم يحصل الْمَقْصُود من الْبعْثَة فاقتضت الْحِكْمَة الْجمع بَين الْأَمريْنِ ليتميز الصَّادِق من الْكَاذِب وَذَلِكَ أَن نفاق الْمُنَافِقين كَانَ مخفياً عَن الْمُسلمين فَلَمَّا جرت هَذِه الْقِصَّة وَأظْهر أهل النِّفَاق مَا أظهرُوا من الْفِعْل وَالْقَوْل عَاد التَّلْوِيح تصريحَاً وَعرف الْمُسلمُونَ أَن لَهُم عدوا فِي دُورهمْ واستعدوا لَهُم وتحرزوا مِنْهُم وَمِنْهَا أَن فِي تَأْخِير النَّصْر فِي بعض المواطن هَضْماً للنَّفس وكسراً لشماختها فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ صَبَرُوا وجزع المُنَافِقُونَ وَمِنْهَا أَن الله تَعَالَى هيأ لِعِبَادِهِ الْمُؤمنِينَ منازلَ فِي دَار كرامته لَا تبلغها أَعْمَالهم فقيض لَهُم أسبابَ الابتلاءِ والمحنِ ليصلوا إِلَيْهَا وَمِنْهَا أَنه أَرَادَ هَلَاك أعدائه فقيض لَهُم الْأَسْبَاب الَّتِي يستوجبون بهَا ذَلِك من كُفرهم وبغيهم وطغيانهم فِي أَذَى أوليائه فمحص ذنُوب الْمُؤمنِينَ ومحق بذلك الْكَافرين وَكَانَ مِمَّا قيل من الشّعْر فِي يَوْم أحد قَول هُبَيْرَة بن أبي وهب بن عَمْرو بن عَائِذ ابْن عبد بن عمرَان بن مَخْزُوم قَالَ ابْن هِشَام عَائِذ بن عمرَان بن مَخْزُوم // (من الْبَسِيط) //

(مَا بَالُ هَمٍّ عَمِيدٍ بَاتَ يَطْرُقْنِي ... بِالْوُدِّ مِنْ هِنْدَ إِذْ تَعْدُو عَوَادِيهَا)

(بَاتَتْ تُعَاتِبِنُنِي هِنْدٌ وَتَعْذِلُنِي ... وَالْحَرْبُ قَدْ شُغِلَتْ عَنِّي مَوَالِيهَا)

(مَهْلاً فَلَا تَعْذِلِينِي إِنَّ مِنْ خُلُقِي ... مَا قَدْ عَلِمْتِ وَمَا إِنْ لَسْتُ أُخْفِيهَا)

(مُسَاعِفٌ لِبَنِي كَعْبٍ بِمَا كَلِفُوا ... حَمَّالُ عِبْءٍ وأَثْقَالٍ أُعَانِيهَا)

(وَقَدْ حَمَلْتُ سِلَاحِي فَوْقَ مُشْتَرِفٍ ... سَاطٍ سَبُوحٍ إِذَا يَجْرِي يُبَارِيهَا)

(كَأَنَّهُ إِذْ جَرَى عَيْرٌ بِفَدْفَدَةٍ ... مُكَدَّمٌ لَاحِقٌ بِالْعُونِ يَحْمِيهَا)

(مِنْ آلِ أَعْوَجَ يَرْتَاحُ النَّدِيَُ لَهُ ... كَجِذْعِ شَعْرَاءَ مُسْتَعْلٍ مَرَاقِيهَا)

(أَعْدَدْتُهُ وَرُقَاقَ الْحَدِّ مُنْتَخَلاً ... وَمَارِنًا لِخُطُوبٍ قَدْ أُلَاقِيهَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>