للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لعروة استمالةً وتأليفاً والمغيرة يمنعهُ إجلالاً للنَّبِي

وتعظيماً قَالَ فَرفع عُرْوَة رَأسه فَقَالَ من هَذَا قَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة فَقَالَ أَي غُدَر أَلَسْت أسعى فِي غدرتك وَكَانَ الْمُغيرَة صحب قوما فِي الْجَاهِلِيَّة وَأخذ أَمْوَالهم ثمَّ جَاءَ فَأسلم فَقَالَ النَّبِي

أما الْإِسْلَام فَأقبل وَأما المَال فلست مِنْهُ فِي شَيْء ثمَّ إِن عُرْوَة جعل يرمق أَصْحَاب النَّبِي

بِعَيْنِه فَيرى أَنهم مَا تنخم رَسُول الله

نخامة إِلَّا وقعتْ فِي يَد رجل مِنْهُم فَذَلِك بهَا وَجهه وَجلده وَإِذا أَمرهم أمرا ابتدروا لأَمره وإِذا تَوَضَّأ كَادُوا يقتتلون على وضوئِهِ وَإِذا تكلم خفضوا أَصْوَاتهم عِنْده وَمَا يحدُّون إِليه النّظر تَعْظِيمًا لَهُ قَالَ فِي فتح الْبَارِي فِيهِ إِشَارَة إِلَى الرَّد على مَا خشيه من فرارهم فكأنهم قَالُوا بِلِسَان الْحَال من يُحِبهُ هَذِه الْمحبَّة ويعظمه هَذَا التَّعْظِيم كَيفَ يظنّ بِهِ أَنه يفر عَنهُ ويسلمه لعَدوه بل هم أَشد اغتباطاً بِهِ وبدينه وَنَصره من هَذِه الْقَبَائِل الَّتِي تداعى بَعْضهَا لمُجَرّد الرَّحِم وَالله أعلم انْتهى قَالَ فَرجع عُروة إِلى أَصْحَابه فَقَالَ أَي قوم وَالله لقد وفدت على الْمُلُوك ووفدت على قَيْصر وكسرى وَالنَّجَاشِي وَالله إنْ رأيتُ ملكا قطّ يعظمه أَصْحَابه مَا يعظم أَصْحَاب مُحَمَّد مُحَمَّدًا وَالله إِن يتنخم نخامة إِلَّا وَقعت فِي كف رجل مِنْهُم فدلك بهَا وَجهه وَجلده وإِذا أَمرهم ابتدروا أمره وَإِذا توضَأ كَادُوا يقتتلون على وضوئِهِ وَإِذا تكلم خفضوا أَصْوَاتهم عِنْده وَمَا يحدُّون إِليه النّظر تَعْظِيمًا لَهُ وِإنه قد عرض عَلَيْكُم خطة رشد فاقبلوها فَقَالَ رجل من بني كنَانَة دَعونِي آته فَقَالُوا ائته فَلَمَّا أشرف على النَّبِي

قَالَ رَسُول الله

هَذَا فلَان وَهُوَ من قوم يعظمون البُدنَ فابعثوها لَهُ فبعثوها لَهُ واستقبله النَّاس يلبون فَلَمَّا رأى ذَلِك قَالَ سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن يصدوا عَن الْبَيْت فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابه قَالَ رَأَيْت الْبدن قد أعلمت وأشعرت فَمَا أرى أَن يصدوا عَن الْبَيْت فَقَامَ رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ مِكرَزُ بن حَفْص بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَفتح الرَّاء بعْدهَا زَاي فَقَالَ دَعونِي آته فَلَمَّا أشرف عَلَيْهِم قَالَ النَّبِي

هَذَا مكرز وَهُوَ رجل فَاجر فَجعل يكلم النَّبِي

فَبَيْنَمَا هُوَ يكلمهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْل

<<  <  ج: ص:  >  >>