للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْن عَمْرو قَالَ معمر فَأَخْبرنِي أَيُّوب عَن عِكْرِمَة أَنه لما جَاءَ سُهَيْل قَالَ النَّبِي

إِنَّه قد سهل من أَمركُم مَا صَعب وَفِي رِوَايَة ابْن إِسْحَاق فَأرْسلت قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو فَقَالَت اذْهَبْ إِلى هَذَا الرجل فَصَالحه فَقَالَ النَّبِي

قد أَرَادَت قُرَيْش الصُّلْح حِين بعثت هَذَا فَلَمَّا انْتهى إِلَى النَّبِي

جرى بَينهمَا القَوْل حَتَّى وَقع بَينهمَا الصلحُ على أَن تُوضَع الحربُ بَينهم عشر سِنِين وَأَن يَأْمَن بَعضهم بَعْضًا وَأَن يرجع عَنْهُم عَامهمْ هَذَا وَقَالَ معمر قَالَ الزُّهْرِيّ فِي حَدِيثه فجَاء سُهَيْل بن عَمْرو فَقَالَ هَات اكْتُبْ بَيْننَا وَبَيْنك كتابا فَدَعَا النَّبِي

عليا وَقَالَ اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَقَالَ سُهَيْل أما الرَّحْمَن الرَّحِيم فوَاللَّه مَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِن اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ كَمَا كنت تكْتب فَقَالَ الْمُسلمُونَ وَالله لَا نكتبها إِلَّا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَقَالَ النَّبِي

اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ ثمَّ قَالَ هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله وَفِي حَدِيث عبد الله بن مُغفل عِنْد الْحَاكِم فَكتب هَذَا مَا صَالح مُحَمَّد رسولُ الله أهل مَكَّة ... الحَدِيث فَقَالَ سُهَيْل وَالله لَو كُنَّا نعلم أَنَّك رسولُ الله مَا صَدَدْنَاك وَلَا قَاتَلْنَاك وَلَكِن اكْتُبْ مُحَمَّد بن عبد الله فَقَالَ النَّبِي

وَالله إِنِّي لرَسُول الله وِإن كذبتموني وَفِي رِوَايَة لَهُ يعْنى البُخَارِيّ وَلمُسلم فَقَالَ النَّبِي

لعَلي امحه فَقَالَ مَا أَنا بِالَّذِي أمحاه وَهِي لُغَة فِي أمحوه قَالَ الْعلمَاء وَهَذَا الَّذِي فعل عَليّ من بَاب الْأَدَب وَالْمُسْتَحب لِأَنَّهُ لم يفهم من النَّبِي

تحتم محو عَليّ نَفسه وَلِهَذَا لم يُنكر عَلَيْهِ وَلَو حتم محوه لنَفسِهِ لم يجز لعَلي تَركه انْتهى ثمَّ قَالَ

أَرِنِي مَكَانهَا فَأرَاهُ مَكَانهَا فمحاها

<<  <  ج: ص:  >  >>