للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكتب ابْن عبد الله وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي فَأخذ رَسُول الله

الْكتاب وَلَيْسَ يحسن أَن يكْتب فَكتب مَكَان رَسُول الله

هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله قَالَ فِي فتح الْبَارِي وَقد تَمسك بِظَاهِر هَذِه الرِّوَايَة أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَادّعى أَن النَّبِي

كتب بِيَدِهِ بعد أَن لم يكن يُحْسن أَن يكْتب فشنع عَلَيْهِ عُلَمَاء الأندلس فِي زَمَانه ورموه بالزندقة وَأَن الَّذِي قَالَه يُخَالف الْقُرْآن حَتَّى قَالَ قَائِلهمْ شعرًا // (من الْبَسِيط) //

(بَرِئْتُ مِمَّنْ شَرَى دُنْيَا بِآخِرَةٍ ... وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ كَتَبَا)

فَجَمعهُمْ الْأَمِير فاستظهر الْبَاجِيّ عَلَيْهِم بِمَا لَدَيْهِ من الْمعرفَة وَقَالَ هَذَا لَا يُنَافِي الْقُرْآن بل يُؤْخَذ من مَفْهُوم الْقُرْآن أَنه قيد النَّفْي بِمَا قبل وُرُود الْقُرْآن قَالَ تَعَالَى {وَمَا كنتَ تَتلُوا مَن قَبله مِن كِتابِ وَلَا تَخُطهُ بيمِينِك} وَبعد أَن تحققت أمْنِيته وتقررت بذلك معجزته وَأمن الارتياب فِي ذَلِك لَا مَانع من أَن يعرف الْكِتَابَة بعد ذَلِك من غير تَعْلِيم فَتكون معْجزَة أُخْرَى وَذكر ابْن دحْيَة أَن جمَاعَة من الْعلمَاء وافقوا الْبَاجِيّ على ذَلِك مِنْهُم شَيْخه أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَأَبُو الْفَتْح النَّيْسَابُورِي وَآخَرُونَ من عُلَمَاء إفريقية وَاحْتج بَعضهم لذَلِك بِمَا أخرجه ابْن أبي شيبَة من طَرِيق مُجَالد عَن عون بن عبد الله مَا مَاتَ رَسُول الله

حَتَّى كتب وَقَرَأَ قَالَ مُجَاهِد فَذَكرته لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ صدق قد سَمِعت من يذكر ذَلِك وَقَالَ القَاضِي عِيَاض وَردت آثارٌ تدل على مَعْرفَته حُرُوف الْخط وَحسن تصورها كَقَوْلِه لكَاتبه تضع الْقَلَم على أُذُنك فَإِنَّهُ أذكر لَك وَقَوله لمعاوية ألق الدواة وحرف الْقَلَم وَفرق السِّين وَلَا تعور الْمِيم إِلَى غير ذَلِك قَالَ وَهَذَا وَإِن لم يثبت أَنه كتب فَلَا يبعد أَن يرْزق علم وضع الْكِتَابَة فإِنه أُوتِيَ علم كل شَيْء وَأجَاب الْجُمْهُور بِضعْف هَذِه الْأَحَادِيث وَعَن قصَّة الْحُدَيْبِيَة بِأَن الْقِصَّة وَاحِدَة

<<  <  ج: ص:  >  >>