(خوافقٌ ضَاقَ ذَرْعُ الخافقَيْنِ بهَا ... فِي قائمٍ من عَجَاجِ الخَيْلِ والإِبلِ ... )
(وَجَحْفَلٍ قَذَفَ الأرْجَاءَ ذِي لَجَبٍ ... عَرَمرَمٍ كَزُهَاءِ الليلِ مُنْسَجِلِ)
(وأنتَ صلَّى عليكَ الله تقدمُهُمْ ... فِي بَهْوِ إشراقِ نورٍ مِنْك مُكْتَمِلِ)
(تنيرُ فوقَ أغرِّ الوجهِ منتجبٍ ... متوِّجٍ بعزيزِ النَّصْرِ مُقْتبلِ)
(تسمو أمامَ جنودِ الله مُرْتدياً ... ثوبَ الوَقَارِ لأمرِ اللهِ ممتثلِ)
(خَشَعْتَ تحْتَ بهاء العزِّ حِين سمَتْ ... بكَ المهابةُ فعلَ الخائفِ الوَجِلِ)
(وَقد تباشرْنَ أملاكُ السماءِ بِمَا ... مَلَكْتَ إِذْ نلْتَ مِنْهُ غايةَ الأملِ)
(والأرضُ تَرْجِفُ من زَهْوٍ وَمن فَرَقٍ ... والجوُّ يُزْهِرُ إشراقاً من الجَذَلِ)
(والخيلُ تَخْتَألُ زهواً فِي أَعِنَّتها ... والعيشُ يَنْثَالُ زَهْواً فِي ثنى الجدلِ)
(لَوْلَا الَّذِي خطَّتِ الأقلامُ من قدرٍ ... وسابقٍ مِنْ قضاءٍ غيرِ ذِي حولِ)
(أهلِّ ثهلانُ بالتهليلِ من طربٍ ... وذابَ يذبلُ تهليلاً من الذبلِ)
(المُلكُ لله هَذَا عزَ من عقدَتْ ... لَهُ النبوَّةُ فوقَ العرشِ فِي الأزلِ)
(شعبتَ صدْعَ قريشٍ بعد مَا قذفَتْ ... بهمْ شعوبٌ شعابَ السهلِ والقللِ)
(قَالُوا محمدُ قد زارَتء كتائبُه ... كالأسْدِ تزأرُ فِي أنيابِهِ العصلِ)
(فويلَ مكَّةَ من آثارِ وطأتِهِ ... وويلَ أم قريشٍ من جوى الهبلِ)
(فجدت عفوا بفضلِ العفوِ منكَ ولمْ ... تلممْ وَلَا بأليمِ اللومِ والعذلِ)
(ضربْتَ بالصفحِ صفحاً عَن غوائِلِهِمْ ... طولا أطالَ مقيل النومِ فِي المقلِ)
(رحمتَ واشج أرحامٍ أتيحَ لَهَا ... تحتَ الوشيجِ نَسِيج الروعِ والوجلِ)
(عاذوا بظلِّ كريمِ الْعَفو ذِي لطفٍٍ ... مباركِ الوجْهِ بالتوفيقِ مشتملِ)
(أزكى الخليقةِ أَخْلَاقًا وأظْهرها ... وأَكْرَم الناسِ صفحاً عَن ذوى الزلل)
(وطفْت بِالْبَيْتِ محبوراً وطافَ بِهِ ... مَنْ كانَ عَنهُ قبيل الفتحِ فِي شغلِ)
والجحفل الْجَيْش الْعَظِيم قذف الأرجاء أَي متباعدها واللجب بِالْجِيم الضجة من كَثْرَة الْأَصْوَات والعرمرم الضخم الْكثير الْعدَد وَقَوله كزهاء اللَّيْل شبهه بِاللَّيْلِ فِي سَده الْأُفق واسوداده بِالسِّلَاحِ والمنسحل بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَاضِي فِي سيره يتبع بعضه بَعْضًا قَوْله فِي بهو إشراق نور شبه