للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأعْتق

من نزل مِنْهُم وَدفع كل رجل مِنْهُم إِلَى رجل من الْمُسلمين يمونه فشق ذَلِك على أهل الطَّائِف مشقة شَدِيدَة وَلم يُؤذن لَهُ

فِي فتح الطَّائِف وَأمر عمر بن الْخطاب فَأذن فِي النَّاس بالرحيل فَضَجَّ النَّاس من ذَلِك وَقَالُوا نرحل وَلم تفتح علينا الطَّائِف فَقَالَ

فاغدوا على الْقِتَال فَغَدوْا فَأصَاب الْمُسلمين جراحات فَقَالَ

إِنَّا قافلون غَدا إِن شَاءَ الله فسروا بذلك وأذعنوا وَجعلُوا يرحلون وَرَسُول الله

يضْحك قَالَ النَّوَوِيّ قصد

الشَّفَقَة عَلَيْهِم والرفق بالرحيل عَن الطَّائِف لصعوبة أمره وَشدَّة الْكفَّار الَّذين فِيهِ وتقويهم بحصنهم مَعَ أَنه

علم أَو رجا أَنه سيفتحه بعد هَذَا بِلَا مشقة فَلَمَّا حرص الصَّحَابَة على الْمقَام وَالْجهَاد أَقَامَ وجدّ فِي الْقِتَال فَلَمَّا أَصَابَتْهُم الْجراح رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ قَصده أَولا من الرِّفْق وفرحوا بذلك لما رَأَوْا من الْمَشَقَّة الظَّاهِرَة ووافقوا على الرحيل فَضَحِك

تَعَجبا من تغير رَأْيهمْ وفقئت عين أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب يَوْمئِذٍ فَذكر ابْن سعد أَن النَّبِي

قَالَ لَهُ وَهِي فِي يَده

أَيهمَا أحب إِلَيْك عين فِي الْجنَّة أَو أَدْعُو الله أَن يردهَا عَلَيْك فَقَالَ بل عين فِي الْجنَّة فَرمى بهَا وَشهد اليرموك فقاتل وفقئت عينه الْأُخْرَى يَوْمئِذٍ ذكره الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ فِي شرح التَّقْرِيب وَقَالَ

للصحابة قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده فَلَمَّا ارتحلوا قَالَ قُولُوا آيبون تائبون عَابِدُونَ لربنا حامدون صدق الله وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده فَانْظُر كَيفَ كَانَ

إِذا خرج للْجِهَاد يعْتد لذَلِك بِجمع الصَّحَابَة واتخاذ الْخَيل وَالسِّلَاح وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من آلَات الْجِهَاد وَالسّفر ثمَّ إِذا رَجَعَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يتعرى من ذَلِك وَيرد الْأَمر كُله لمَوْلَاهُ عز وَجل لَا لغيره لقَوْله آيبون تائبون عَابِدُونَ لربنا حامدون صدق الله وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده

<<  <  ج: ص:  >  >>