يترفع على عبيده وإمائه فِي مأكل وَلَا ملبس قَالَ أنس خدمته عشر سِنِين فَمَا قَالَ لي قطّ أُفٍّ وَلَا لِمَ فعلت وَلَا أَلا فعلت أَكثر النَّاس تبسماً وَأَحْسَنهمْ بشرا لَا يهوله شَيْء من أُمُور الدُّنْيَا لَا يحقر فَقِيرا لفقره وَلَا يهاب ملكا لملكه يلبس مَا وجد من مُبَاح ويركب مَا تيَسّر من فرس أَبُو بعير أَو بغلة أَو حمَار ويردف خَلفه عَبده أَو غَيره وَقد روى فِيمَن أردفه أَكثر من ثَلَاثِينَ يمسح وَجه فرسه بِطرف كمه أَو طرف رِدَائه يحب الفأل وَيكرهُ الطَّيرَة إِن جَاءَ مَا يحب قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين أَو مَا يكره قَالَ الْحَمد لله على كل حَال يحب الطّيب وَيكرهُ الرِيح الرَّديئَة يمزح وَلَا يِقول إِلَّا حَقًا يبْدَأ من لقِيه بِالسَّلَامِ لَا يجلس وَلَا يقوَم إِلَّا على ذكر يجلس حَيْثُ انْتهى بِهِ الْمجْلس وَيَأْمُر بذلك وَلَا يقوم عَمَّن يجالسه حَتَّى يقوم إِلَّا أَن يتعجله أَو يَسْتَأْذِنهُ وَلَا يُقَابل أحدا بِمَا يكره وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيئَة وَلَكِن يعْفُو ويصفح لَا يذم شَيْئا قطّ وَمَا عَابَ طَعَاما قطّ إِن اشتهاه أكله وَإِلَّا تَركه يحفظ جَاره وَيكرم ضَيفه وَمَا خير بَين أَمريْن إِلَّا اخْتَار أيسرهما مَا لم يكن إِثْمًا أَو قطيعة رحم فَيكون أبعد النَّاس مِنْهُ أَكثر جُلُوسه للقباة آتَاهُ الله مَفَاتِيح خَزَائِن الأَرْض فَلم يقبل وَاخْتَارَ الْآخِرَة يعصب الْحجر على بَطْنه من الْجُوع يبيت هُوَ وَأَهله اللَّيَالِي طاوين وَلم يشْبع من خبز بر ثَلَاثًا تباعا وَلَا من خبز الشّعير حَتَّى لَقِي الله عز وَجل إيثاراً على نَفسه لَا فقرا وَلَا بخلا يَأْتِي على أَهله الشَّهْر والشهران لَا يُوقد فِي بَيت من بيوته نَار وَلَا يَأْكُل مُتكئا وَلَا على خوان فرَاشه من أَدَم وحشوة لِيف يلبس الصُّوف وينتعل المخصوف أحب اللبَاس إِلَيْهِ الْحبرَة من برود الْيمن فياه حمرَة وَبَيَاض يلبس الْإِزَار الْوَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره يعْقد طَرفَيْهِ بَين كَتفيهِ ويلبس يَوْم الْجُمُعَة برده الْأَحْمَر ويعتم وَكَانَ يلبس خَاتمًا فضَّة نقش فصه مُحَمَّد رَسُول الله فِي خِنْصره الْأَيْمن وَرُبمَا لبسه فِي الْأَيْسَر وَيكثر دهن رَأسه ولحيته ويتبخر بِالْعودِ والكافور ويكتحل بالإثمد ويتطيب بالغالية والمسك أَو بالمسك وَحده
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute