للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْخلَافَة وطلبها لِأَن النَّبِي

أوصاه أَلا يُوقع بعده فتْنَة وَلَا يسل سَيْفا وَسمعت من بعض غُلاتِهِم أَن عليا كَانَ يتحدث مَعَ فَاطِمَة فِي شَأْن الْخلَافَة وَكَأَنَّهَا تلومه فِي سُكُوته فَأذن الْمُؤَذّن حِينَئِذٍ فَقَالَ لَهَا عَليّ رَضِي الله عَنهُ لَوْلَا خوفي انْقِطَاع هَذَا الصَّوْت أَو الذّكر مُشِيرا إِلَى الْأَذَان لجعلتُ أرْضهَا سماءها فَإِن صَحَّ كَلَام هَذَا الغالي فقد اخْتلفت العلتان عَلَيْهِم الْوَصِيَّة فِي الأول وَالْخَوْف فِي الثَّانِي وكلا العلتين معلولٌ بِأَنَّهُ افتراء وَكذب وضلالة وحمق وغباوة وجهالة عَمَّا يَتَرَتَّب على ذَلِك إِذْ كَيفَ يعقل مَعَ هَذَا الَّذِي زعموه أَنه جعله إِمَامًا والياً على الْأمة بعده وَمنعه من سل السَّيْف على من امْتنع من قبُول الْحق وَلَو كَانَ مَا زعموه صَحِيحا لما سل كرم الله وَجهه السيفَ فِي حَرْب صفّين وَغَيرهَا وَقَاتل بِنَفسِهِ وَأهل بَيته وشيعته وبارز الألوفَ مِنْهُم وَحده أَعَاذَهُ الله من مُخَالفَة وَصِيَّة رَسُول الله

وَأَيْضًا فَكيف يتعقلون أَنه

يوصيه بِعَدَمِ سل السَّيْف على من يَزْعمُونَ فيهم أَنهم مجاهرون بأقبح أَنْوَاع الْكفْر من مُخَالفَة أمره

وَدفع من نَصَ على أَنَّهَا لَهُ والتمالؤِ والاجتماعِ على إعطائها لغير من هِيَ لَهُ وَمنع فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا إرثها بِغَيْر دَلِيل فهما وَمن نحا نَحْوهمَا عِنْدهم مرتدون حماهم الله من ذَلِك وَرَضي الله عَنْهُم فجهادُ مثل هَؤُلَاءِ حتم على الْأمة عُمُوما وعَلى الْخَلِيفَة خُصُوصا قَالَ بعض أَئِمَّة أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ من العترة الطاهرة وَقد تأملتُ كلماتِهم يَعْنِي الرافضة فَرَأَيْت قوما أعْمَى اللهُ بصائرهم فَلم يبالوا بِمَا يَتَرَتَّب على مقالتهم من الْمَفَاسِد أَلا ترى إِلَى قَوْلهم إِن عمر رَضِي الله عَنهُ قاد عليا بحمائل سَيْفه وَحصر فَاطِمَة فهابت فَأسْقطت ولدا اسْمه المحسن فقصدوا بِهَذِهِ الْفِرْيَة القبيحة والغباوة الَّتِي أورثتهم الْعَار والبوار والفضيحة إيغارَ الصُّدُور على عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَلم يبالوا بِمَا يَتَرَتَّب وَيلْزم على ذَلِك من نسبةِ عَليّ إِلَى الذلة وَالْعجز والخَوَر بل نِسْبَة جَمِيع بني هَاشم وهم أهل النجدة والنخوة والأنفة إِلَى ذَلِك الْعَار الَّذِي لَا أقبحَ مِنْهُ عَلَيْهِم بل نِسْبَة جَمِيع الصَّحَابَة رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم إِلَى ذَلِك مَعَ مَا استفاض وتواتر عَنْهُم من غيرتهم لنبيهم وَدينهمْ وَشدَّة غضبهم عِنْد

<<  <  ج: ص:  >  >>