للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُحب أَكثر محبَّة دنيوية لكَونه من ذُرِّيَّة على أَو لإحسان الْإِحْسَان من عَليّ أَو من بنيه إِلَيْهِ أَو لغير ذَلِك من الْمعَانِي فَلَا امْتنَاع فِي ذَلِك انْتهى قلت لَا يظْهر صِحَة دَعْوَى التلازم فعلى مدعيها بَيَان الْمُلَازمَة ليعتمد فيعتقد ودونه خرط القتاد وَأما قَوْله وَهَذَا لَا يجوز أَقُول فِيهِ هَذَا لَا يجوز إِذْ قد صرح عُلَمَاؤُنَا بِأَن من اعْترف لِلشَّيْخَيْنِ بحقهما وفضلهما ثمَّ أحب عليا أَكثر لاتصال نسبه بِهِ

وقربه مِنْهُ الْقرب الَّذِي لَا يشابه وكشف الكروب عَن وَجهه فِي المضايق وَنَحْوهمَا كَانَ ذَلِك الْحبّ قربَة إِلَى الله مثاباً صَاحبه مأجوراً لَا آثِما مأزوراً وَلَو لم يكن لَهُ بعلي نِسْبَة اتِّصَال وَلَا إِحْسَان وَلَا نَحْوهمَا مِمَّا جعله مسوغاً لجَوَاز ذَلِك هَذَا هُوَ مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي هَذِه الْمَسْأَلَة فالعجب من هَذَا الْمُجيب فِيمَا أجَاب وأعجب مِنْهُ إِقْرَار الْعَلامَة ابْن حجر عَلَيْهِ فى الْكتاب فِي تَارِيخ ابْن الْجَوْزِيّ الْمُسَمّى بالمنتظم فِي أَخْبَار الْأُمَم وَالْعرب والعجم قصيدة الإِمَام الْعَلامَة يحيى بن سَلامَة بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الحصنكي نِسْبَة إِلَى حصن كيفا أَحْبَبْت إِيرَاد شَيْء مِنْهَا قَالَ // (من الرجز) //

(تقاسموُا يومَ الوداعِ كَبِدِي ... فَليْسَ لي مُنْذُ تَوَلَّوْا كَبِدُ)

(على الجفونِ رَحَلُوا وَفِي الحشاءِ ... قَيَّلوا وماءَ عَيْني وَرَدُوا)

(وأدمُعي مسفوحةٌ وَكبِدِي ... مقروحةٌ وغلَّتي مَا تبردُ)

(وصَبْوَتِي دائمةٌ ومُقْلَتي ... داميَةٌ ونَوْمُهَا مشرَّدُ)

(تيمني منهُمْ غزالٌ أغيدُ ... يَا حَبَّذَا ذاكَ الغزَالُ الأغيَدُ)

(حُسَامُهُ مجرَّدٌ وصرحُهُ ... ممرَّدٌ وخدُّهُ مورَّدُ)

(وصُدْغُهُ فوقَ احمرارِ خَدِّهِ ... مبلبلٌ مُعَقْربٌ مجعَّدُ)

(كَأَنَّمَا نكْهتُهُ وريقُهُ ... مسك وخمر الثنايا بَرَدُ)

(يقعدُهُ عِنْد القيامِ ردفُهُ ... وَفِي الحشا مِنْهُ المقيمُ المقعدُ)

(لَهُ قوامٌ كقضيبِ بانةٍ ... يهتزُّ قصدا لَيْسَ فيهِ أَودُ)

قَالَ وَهِي طَوِيلَة جدا ثمَّ خرج من التغزل إِلَى مدح أهل الْبَيْت وَذكر الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر رَحِمهم الله تَعَالَى فَقَالَ

(يَا سائِلي عَنْ حُبِّ أهل البيتِ هَلْ ... أقرّ إِيمَانًا بِهِ أم أجْحَدُ)

(هيهاتَ ممزوجٌ بلحْمي ودَمِي ... حُبُّهُمُ وهْوَ الهدَى والرِّشَدُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>