للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فهو كما نَقَل، وفيها أن لفظ حديث ابن المُبارَك: "نَهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -"، أمَّا في الطَّبعة الجَديدة فلَفظُ الحديث: "نُهي"، ولم يُذكَر فيه رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. وهذه الطَّبعة أوثَقُ مِن سابقَتِها، ففى الطَّبعة القديمَة سقط وتحريفٌ في مواضعَ كثيرةٍ.

سلَّمنا أنه لم يَقَع ثمَّة تحريفٌ، فإنَّ الطَّحاوِيَّ روى الحديث عن اثنين مِن تلاميذ ابن المُبارَك، أوَّلهُما: الحَسَنُ بنُ عيسَى بن مَاسَرْجَس، وثانيهما: نُعَيمُ بنُ حمَّادٍ. ولفظُ حديث ابن ماسَرجَسَ هو: "نُهِي" لما لم يُسمَّ فاعلُهُ، كما وَقَعَ في "مُسنَد أبي يَعلَى"، فيكونُ هذا لفظ حديث نُعَيمِ بن حمَّادٍ، وهُو سيِّءُ الحِفظِ، كان يَقبَل التَّلقينَ، فيكُون هذا مِن أوهامِهِ، لاسيَّما وقد رواهُ الثِّقاتُ عن ابن المُبارَك هكذا بالبِناءِ لما لم يُسمَّ فاعلُهُ. والله أعلم.

وقد رأيتُ شيخَنا الألبانيَّ رحمه الله ردَّ على البَيهَقِيِّ في "الإرواء" (٥/ ٢٩٦) بما وقع في "كتاب الطَّحاوِيِّ"، وقد علمتَ ما فيه. وذهب الشَّيخُ إلى تَصحيح الإسناد، لِتَرجيحه أن هشامًا هو ابنُ عائِذٍ، وقد تقدَّم البَحثُ في ذلك. والحمدُ لله.

أمَّا روايَةُ عطاء بن السَّائِب فقد خالَفَ فيها هِشامًا أبا كُليبٍ في المَتن والإسناد.

وروايَةُ عطاءٍ هذه أخرَجَها الطَّحاوِيُّ في "المُشكِل" (٧٠٩) قال: حدَّثَنا سُلَيمانُ بن شعيبِ الكَيْسَانِيُّ، ثنا أبي، ثنا أبو يُوسُف، عن عطاء بن السَّائِب، عن ابن أَبي نُعْمٍ، عن بعض أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عن