فقال أبو زُرعَة: إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعُون! عَظُمت مصيبَتُنا في إبراهيم! يُعنَى به! لأيِّ معنًى يُصَدِّقه؟ لاتِّباعه؟! لإِتقانه؟! ثُمَّ ذكر كلامًا غَلِيظًا في إبراهيمَ لم أُخرِجهُ هاهنا. ثُمَّ قال: رَحِم اللهُ أحمدَ بنَ حنبلٍ! بَلَغَنِي أنَّه كان في قَلبِه غُصَصٌ من أحاديثَ ظَهَرَت، عن المُعلَّى بن منصُورٍ، كان يَحتاجُ إليها، وكان المُعلَّى أَشبَهَ القَومِ بأهل العِلمِ، وذلك أنَّه كان طَلَّابَةً للعِلم، ورَحَل، وعُنِي به، فصَبَر أحمدُ عن تلك الأحاديث، ولم يَسمَع منه حرفًا، وأمَّا عليُّ بنُ المَدِينِيُّ، وأبو خَيثَمة، وعامَّةُ أصحابِنا، سَمِعوا منه، وأيُّ شيءٍ يُشبِهُ المُعلَّى من أبي حنيفة؟ المُعلَّى صدُوقٌ وأبو حَنِيفَة يُوصِل الأحاديثَ - أو كلمةً قالها أبو زُرعَةَ هذا معناها -. ثُمَّ قال لي أبو زُرعَة: حَدَّث عن مُوسَى بن أبي عائِشَة، عن عبدِ الله بن شَدَّادٍ، عن جابرٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فزاد - يعني: أبا حَنِيفَة - في الحديثِ:"عن جابرٍ"، يعني: حديثَ القراءة خَلف … " انتهَى.
• قلتُ: فهذا إجماعٌ من صَيَارِفَة الفَنِّ على وَهم أبي حَنِيفَة والحَسَنِ بن عُمارةَ في وَصل هذا الحديث.
ولأبي حَنِيفَة فيه لونٌ آخَرُ.
أخرَجَهُ أبو نُعيمٍ في "مُسنَد أبي حَنِيفَة" (ص ٢٢٨ - ٢٢٩) من طريق زُفَر بن الهذيل، عن أبي حَنِيفَة، عن مُوسَى بن أبي عَائِشة، عن عبدِ الله بن شَدَّادٍ، عن أبي الوليد، عن جابِرٍ مرفُوعًا.