للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القُدامَى، كأحمد، وابن مَعِينٍ، وأبي حاتمٍ، وأبي زُرعَةَ، في مواضع من كُتُب العلل، ولكن لا ينبغي أن نجعَلَها جادَّةً مطرُوقَةً؛ لأنَّ الرَّاوِي إذا صنَّف كتابًا يضعُ فيه أحاديثَه، فلا يذكُرُها كُلَّها بداهةً، فانظُر إلى كُتب وَكِيعٍ، وابنِ المُبارَك، وابن وَهبٍ، وأَضْرَابِهِم، تجِدُها خلت من جُلِّ الأحاديث المَروِيَّة عنهم في الصِّحاح والسُّنَن والمسانيد والمَعَاجِم، وغيرِها.

وقد قال ابنُ أبي حاتمٍ في "العِلل" (٣٧٨): سمعتُ أبي، يقول: "سألتُ يحيى بن مَعِينٍ، وقلتُ له: حدَّثَنا أحمدُ بنُ حَنبلٍ بحديث إسحاقَ الأزرقِ، عن شَريكٍ، عن بيانَ، عن قيسٍ، عن المُغِيرَة بن شُعبة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال: "أَبرِدُوا بالظُّهر". وذكرتُهُ للحَسَنِ بنِ شاذَانَ الوَاسِطِيِّ، فحدَّثَنا به. وحدَّثَنا أيضًا عن إسحاق، عن شَريكٍ، عن عُمَارةَ بن القَعقَاع، عن أبي زُرعَة، عن أبي هُريرَة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمثله. قال يحيى: ليس له أصلٌ؛ إنَّما نَظَرتُ في كتاب إسحاق، فليس فيه هذا"، قلتُ لأبي: "فما قولُك في حديث عُمارة بن القَعقَاع، عن أبي زُرعَة، عن أبي هُريرَة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، الذي أَنْكره يحيى؟ "، قال: "هو عِندي صحيحٌ، وحدَّثَنا أحمدُ بنُ حنبلٍ - رحمه الله - بالحديثين جميعًا، عن إسحاق الأزرق"، قلتُ لأبي: "فما بالُ يحيى، نَظَر في كتاب إسحاق، فلم يجده؟ "، قال: "كيف؟! نَظَر في كُتُبِه كُلِّها؟! إنَّما نظر في بعضٍ، ورُبَّما كان موضعٌ آخرُ" ا. هـ.

٢ - أمَّا حديثُ أبي سعيدٍ الخُدريِّ.

فأخرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ في "مُسنَده" (٢٢١٩)، ومِن طريقه ابنُ عبد البَرِّ