يَقتُلُون أهلَ الإسلام، ويَدَعُون أهلَ الأوثان، لَئِن أَدرَكتُهم، لأُقَتِّلَنَّهُم قتلَ عادٍ"، فقومٌ يقولُ عنهم رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا القول الشَّديد، لا يَزدَادُون بِعِبَادَتِهم إلا بُعدًا. وصَدَقَ ابنُ مَسعُودٍ - رضي الله عنه -، إذ قال: "اقتصادٌ في سُنَّةٍ، خيرٌ من عملٍ كثيرٍ في بِدعةٍ"، أو كما قال.
وما أَحسَنَ ما رواه البَيهَقِيُّ في "سُنَنه" (٢/ ٤٦٦) من طريق أبي زُرعَة الرَّازِيِّ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا سُفيانُ، عن أبي رَبَاحٍ، عن سعيد بن المُسيَّب، أنَّهُ رأى رَجُلًا يُصَلِّي بعد طُلُوع الفجر أكثرَ من ركعتين، يُكثِر فيها الرُّكُوع والسُّجُود، فنهاهُ، فقال: "يا أبا مُحمَّدٍ! يُعذِّبُني اللهُ على الصلاة؟! "، قال: "لا، ولكن يُعَذِّبُك على خِلاف السُّنَّة".
وصحَّح إسناده شيخُنا أبو عبد الرَّحمن الأَلبَانِيُّ - رحمه الله - في "إِرواء الغليل" (٢/ ٢٣٦).
• قلتُ: ورجالُهُ ثقاتٌ أئمةٌ، لولا أنَّ أبا رباحٍ شيخَ الثَّوريِّ ما عَرَفتُه، ويُحتَمل أن يَكُون هو أبو رَبَاحٍ ابنُ أبي الحَكَمِ بن حبيبٍ الثَّقَفِيُّ، ترجمَهُ ابنُ أبي حاتمٍ (٤/ ٢/ ٣٧١)، وابنُ حِبَّان في "الثِّقات" (٥/ ٥٧٣)، وقالا: "رَوَى عنه عُمَرُ بنُ ذرٍّ"، ويُحتَمل أن يكون هو رباحُ بنُ أبي معرُوفٍ المَكِّيُّ، وتَكُونُ أداةُ الكُنيَة مُقحَمَةً؛ فإنَّ الثَّوْريَّ يروِي عنه، وهو قد رَوَى عن جماعةٍ من التَّابِعين، مِنهُم عبدُ الله بنُ أبي مُلَيكة وغيره، فرِوايتُهُ عن سعيدٍ مُحتَمَلة، ثُمَّ هو مُختلَفٌ فيه، وهو وَسَطٌ. فإن يَكُنْه، فالإسناد صالحٌ، ومثلُ هذه الحكايات يَتَسَامَحُ فيها أهلُ العلمُ.
وحملُ الحديث على من فوَّت حقًّا واجبًا، فإنَّهُ يتَوَجَّه إليه الوعيدُ،