"يا عُمَرُ! ويا سَلمانُ! ما فَعَل ثعلبةُ بنُ عبد الرَّحمن؟ "، قالا:"ها هو ذا يا رسُولَ الله! "، فقام رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه، فقال:"يا ثعلبةُ! "، قال:"لبَّيك، يا رسُول الله! "، فنَظَر إليه، فقال:"ما غيَّبَك عنِّي؟ "، قال:"ذَنْبِي يا رسُول الله! "، قال:"أَفَلَا أدلُّك على آيةٍ تَمحُو الذُّنوبَ والخطايا؟ "، قال:"بلى، يا رسُول الله! "، قال:"قُل: اللَّهُمَّ! آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنَةً وقِنا عذاب النَّار"، قال:"ذَنبِي أَعظمُ، يا رسُول الله! "، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل كلامُ الله أَعظمُ"، ثُمَّ أَمَرَه رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بالانصراف إلى مَنزِله، فمَرِض ثمانيةَ أيَّامٍ، فجاء سَلمانُ إلى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"يا رسُول الله! هل لك في ثَعلَبةَ؟ فإنه لمًّا به"، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُومُوا بنا إليه"، فلما دَخَل عليه، أَخَذَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، فوضعه في حِجرِه، فأزال رأسَه عن حِجرِ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِمَ أزلتَ رأسَك عن حِجرِي؟ "، قال:"إنَّه مِنَ الذُّنُوب ملآنٌ"، قال:"ما تَجِدُ؟ "، قال:"أَجِد مثل دَبِيب النَّمل بين جِلدِي وعَظْمِي"، قال:"فما تَشتَهِي؟ "، قال:"مغفِرَةَ ربِّي"، - قال: - فنزل جِبريلُ على رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"إنَّ ربَّك يُقرِئُك السَّلامَ، ويقول: لو أنَّ عبدي هذا لَقِيَنِي بقُراب الأرضِ خطيئةً، لَلَقِيتُهُ بقُرابها مغفرةً"، فقال له رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَفَلا أُعلِمُه ذلك؟ "، قال:"بلى"، - قال: - فأعلَمَهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فصاح صيحةً، فمات، فأمَرَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِغَسلِه وكَفْنِه، وصَلَّى عليه، فجَعَل رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَمشِي على أطراف أنامله، فقالوا: "يا رسُولَ الله! رأيناك تَمشِي على