وهذا تقصيرٌ من الذَّهبيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- في الاستدراك على الحاكم؛ لأنَّه عندما يقُولُ:"لم يحتجَّا" فلا يدُلُّ هذا على ضعف الحديث، ولا نَكَارَتهِ؛ لأنَّ الشَّيخين تَرَكا من الثِّقات كثيرين، فيكونُ الإسنادُ حينئذٍ صحيحًا مُطلَقًا غيرَ مُقيَّدٍ بشرطِهِما أو بشرط واحدٍ منهما. ولو سلَّمنا أنَّ أبا الزَّعراء قد احتجَّا به، فإنَّ الحسينَ بنَ حفصٍ لم يروِ له البُخارِيُّ شيئًا، وروَى له مُسلمٌ عن الثَّورِيِّ حديثًا واحدًا مُتابَعةً في "كتاب القدر"(٢٦٦٢/ ٣١)، وهو حديثُ:"إنَّ الله خَلَقَ للجنَّة أهلًا وهُم في أصلاب آبائِهِم." .. ، فلا يكونُ على شرطه أيضًا.
فثبت بهذا خطأُ حكمِ الحاكمِ، وقد رأيتَ أنَّ الحديثَ مُنكَرٌ لأنَّه