للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو عليٍّ البَجَليُّ، ثنا المُفضَّلُ بنُ يُونُس، عن إبراهيمَ بن أَدهَم، عن منصُورٍ، عن مُجاهدٍ، أنَّ رجُلًا جاء إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا رسُول الله! دُلَّني على عملٍ يُحبُّني اللهُ تعالى عليه، ويحبُّني النَّاسُ عليه؟ "، فقال: "أمَّا ما يحبُّك اللهُ عليه فالزُّهدُ في الدُّنيا، وأمَّا ما يحبُّك النَّاسُ عليه فانبِذْ إليهم هذا القِثَّاءَ".

قال الحسنُ: قال المفضَّلُ: لم يُسنِد لنا إبراهيمُ بنُ أَدهَم حديثًا غير هذا، وقال: "فانظُر ما كان في يَدَيك من هذا الحُطامِ، فانبِذهُ إليهم، فإنَّهم سيُحبُّونك".

قال أبُو نُعيمٍ: "وهو حديثُ منصُورٍ ومُجاهِدٍ. عزيزٌ".

قال شيخُنا: "إسنادُهُ جيِّدٌ".

فالصَّواب في حديث الباب الإرسال، لذلك فهُو ضعيفٌ.

لكن، قال شيخُنا: "قد تقدَّم حديثُ سُفيانَ من طُرُقٍ عنه، وهي وإن كانت ضعيفةً، ولكِنَّها لَيسَت شديدةَ الضَّعفِ، باستثناء رواية خالدِ بن عمرٍو الوَضَّاع، فهي لذلك صالحةُ الاعتبار، فالحديثُ قويٌّ بها، ويَزدَادُ قوَّةً بهذا الشَّاهد المُرسَل؛ فإنَّ رجالَهُ كلَّهم ثقاتٌ" ا. هـ.

• قلتُ: رضي الله عنك! فقد سَبَقَ أن ذَكَرتَ أن مُحمَّد بن كَثيرٍ، وأبا قَتادة، وكلاهما مُدلِّسٌ، يُحتمَل أن يكونا أخذاه من خالدِ بن عمرٍو ودلَّسَاهُ، فحينئذٍ لا يجوزُ الاحتجاجُ جهذه الطُّرقِ، ولا يُقالُ: "يُقوِّي بعضُها بعضًا"؛ إذ مَدارُها على ذلك الكذَّاب.

يبقى حديثُ ابنِ عُمَر، وفيه كذَّابٌ آخرُ.