وكذلك رواهُ يحيى بنُ أبي بُكَير، عن قيسٍ، كما في "علل الدَّارَقُطنيِّ"(١٠/ ١٢٨).
وقيسٌ مُتكَلَّمٌ في حِفظه، ولكن روايتُهُ تشُدُّ رواية أبي بكرٍ بن عيَّاشٍ. والله أعلم.
وهذا سَنَدٌ لا بَأسَ به، لولا ما نَقَلَه الزَّيلَعِيُّ في "نصب الرَّاية"(٢/ ٣٩٩)، عن ابن دَقيقِ العِيدِ، أنَّهُ قال في "التَّنقيح": "رُوَاتُه ثِقاتٌ، إلَّا أنَّ أحمَد بن حنبَلٍ قال: سالمُ بن أبي الجَعد لم يَسمَع مِن أبي هُريرَة"، وسالمٌ ذَكَرُوه بالتَّدليس والإرسال.
لكن له طريقٌ آخرُ ..
أخرَجَهُ أبُو يَعلَى (ج ١١/ رقم ٦١٩٩) قال: حدَّثَنا محُمَّدُ بنُ عَبَّادٍ ..
والبَيهَقِيُّ (٧/ ١٣ - ١٤) مِن طريق سَعدَانَ بن نَصرٍ، قالا: ثنا سُفيان - يعني: ابنَ عُيينة -، عن مَنصُورٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هُريرَة - قيل لسُفيان:"رَفَعَهُ؟ "، قال:"لَعَلَّهُ" -: "لَا تحلُّ الصَّدَقَةُ لِغنيِّ، ولا لِذِي مِرَّةٍ سَويٍّ".
هكذا على الشَّكِّ في رفعه.
ولكن أخرَجَهُ ابنُ خُزيمة في "صحيحه"(ج ٤/ رقم ٢٣٨٧) قال: حدَّثَنَا عبدُ الجَبَّار بنُ العلاء ..
وأخرَجَه الحاكِمُ (١/ ٤٠٧) مِن طريق عليِّ بن حَرْبٍ، قالا: ثنا سُفيانُ، عن مَنصُورٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هُريرَة يبلُغُ به.
ومعنى:"يَبلُغ به" يَعنِي رَفَعَه إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.