وكذلك رواه حُمَيدٌ الطَّويلُ، عن أنَسٍ، أن رجُلًا كان يكتُبُ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان قرأ البَقَرَة وآلَ عِمرانَ - وكان الرَّجُلُ إذا قرأ البقرَةَ وآل عمران جَدَّ فينا، يعني: عَظُم -، فكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُملي عليه:"غفورًا رحيمًا"، فيكتُبُ:"عليمًا حكيمًا"، فيقول له النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اكتُب كذا وكذا. اكتُب كيف شِئتَ"، ويُمِلي عليه:"عليمًا حكيمًا"، فيقولُ:"أكتُبُ: سميعًا بصيرًا؟ "، فيقول:"اكتُب كيف شِئتَ". فارتدَّ ذلك الرَّجُلُ عن الإسلامِ، فلَحِقَ بالمُشركين، وقال:"أنا أعلَمُكُم بمُحمَّدٍ، إن كنتُ لأَكتُبُ كيفما شِئتُ"، فمات ذلك الرَّجُلُ، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الأرض لم تَقبَلهُ". - وقال أنسٌ: - فحدَّثني أبو طَلحَةَ أنَّه أتَى الأرضَ التي مات فيها ذلك الرَّجُلُ، فوجدَهُ منبُوذًا، فقال أبو طَلحَةَ:"ما شأنُ هذا الرَّجُل؟ "، قالوا:"قد دفنَّاه مِرَارًا، فلم تَقبَله الأرضُ".
أخرَجَه أحمدُ (٣/ ١٢٠ - ١٢١)، والدِّينَورِيُّ في "المُجالَسة"(٢٣٩٢)، والبيهَقِيُّ في "عذاب القَبر"(٦٥)، وفي "السُّنَن الصَّغير"(١٠١٠)، والثَّعلَبِيُّ في "تفسِيره"(ج ١/ ق ٣٤/ ٢)، والبَغَوِيُّ في "شرح السُّنَّة"(١٣/ ٣٠٥ - ٣٠٦) عن يزيد بن هارون ..
وأحمدُ (٣/ ١٢١)، والطَّحاوِيُّ في "المُشكِل"(٤/ ٢٢٠) عن عبد الله بن بكرٍ السَّهمِيِّ ..
والطَّحاوِيُّ أيضًا، عن يحيى بن أيُّوب ..
وابنُ حِبَّان (٧٤٤) عن المُعتَمِر بن سُليمان ..
وابنُ عَدِيٍّ في "الكامل"(٧/ ٢٦٨٠)، عن يحيى بن حُمَيدٍ الطَّويل،