للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(هـ?) جاهَني بما أكْرَهُ، أي: اسْتَقْبَلني. وشاهَتِ الوُجوهُ، أي: قَبُحَتْ. وما فُهْتُ بكلمةٍ، أي: ما تكلَّمْتُ. وماهَتِ الرّكيَّةُ، أي: كَثُر ماؤُها.

ذواتُ الثَّلاثَةِ معتلةٌ موضِع العيْن. وذلك الموضعُ منها مَبْنيّ على السُّكون إذا سهل ذلك، ويُسهِّلُه له تحرُّكُ ما قبله. فقولُك: قال، كان في الأصل قَوَل، وبعضُهم يقول قَوُل. ولكلٍّ مذهبٌ يَطْرِدُ عليه العِلَل. سكنَت الواوُ، ثم جرَّتْها فَتْحةُ الحرف إليها فصارتْ ألفاً. فإذا قلتَ: يَفْعُلُ، قلتَ: يَقول وكان في الأصْلِ يَقْوُلُ على زنةِ يَكْتُبُ. إلا أَنّ الواوَ بُنِيَتْ على السُّكونِ. فلمّا سَكَنَتْ نُقِلَتْ حركتُها إلى القافِ قَبْلَها فُحُرِّكَتْ بحرَكَتِها، لئلا يَجْتِمع ساكنان. وإذا أمرتَ قُلتَ: قُلْ وكان في الأصلِ: أُقْوُلُ على زِنةِ أُكْتُبُ، لأنّ القاف لما حُرِّكَتْ لتِلْكَ العِلَّةِ سَقَطَت الألفُ. لأنّ عِلَّةَ اجتلابِ الألف سكونُ الحرفِ المبتدأ. وسقَطَت الواوُ لاجْتماعِ ساكنيْن؛ لأنَّ اللام سَكَنَتْ مع سُكونِ الواوِ. فإذا ثَنَّيْتَ قلتَ: قُولا، فأعَدْتَ الواو إلى مَوْضِعِها، لتحرُّكِ اللامِ. وإنَّما تَحرَّكَتْ لمجاورتِها ألفَ التَّثْنِيةِ. وكذلك أمْرُ الجَميع والمؤنَّث ومُثناهُ. حتى إذا صِرْتَ إلى جَمْعِ المؤنَّثِ حَذَفْتَ الواوَ لسُكونِ اللام.

والفاعلُ منه قائلٌ بالهمزِ. وإنَّما هُمِزَ لأنَّ الواوَ مِنْ حَظِّها السكونُ فاجتمعتْ معها ساكنةً ألفُ فاعلِ، وهي ساكنةٌ، فَلَم يَستقمْ حذفُ الواوِ لئلا يشتبه الكلامُ بالماضي ولم ُيبدَلْ منها ياءٌ كراهِية أنْ تَخْتلط ذواتُ الواوِ بذواتِ الياءِ، فأبْدِلَتْ منها همزةٌ لأنَّها أختُها. والمفعولُ مَقولٌ وكان أصلُه مَقْوولٌ فسَكَنتِ الواوُ الأولى ونُقِلَت حركتُها إلى القافِ، ثم سَقَطَتْ إحدى الواويْن لاجْتماع ساكنيْن.

<<  <  ج: ص:  >  >>